الجميلات الثلاث
تأليف
فوزية شويش السالم
(تأليف)
أحلامي تطاردني تلك الأماكن ذات الأزقة الطويلة الضيقة المفضية إلى أماكن أخرى تشابهها في الطول والضيق؛ أماكن فيها سكيك ملتفٌ بعضها على بعض التفاف المشي في متاهة.. تصب نهاياتُ شرايينها في سكيك أخرى تماثلها في الضيق والالتفاف. أرى نهايتها من بداية خطواتي الأولى عليها أتبينُ الحائط الأخير كعلامة للنهاية، ثم فجأة أجد فتقا لفتحة جانبية تقود إلى امتداد آخر له.. ودائما هناك يد تقبض على كفي وذراعي مشدود إلى الأعلى ليصل كفي بكفها القابض عليه بحرص واهتمام.
لا أتذكر ملامحها. الأحلام لا تبينها لا تكشفها، لا تقيس طولها ولا عرضها ولا أبعادها. كل ما ما يتكشف لي منها هو الشعور بخفتها، وأنها فوق في الأعالي، وعلي أن أرفع رأسي لأراها.. لذا أجدني أنظر إلى الأمام فقط بحثا عن النهايات وعن الوصول المراد. ودائما هناك في الحلم حفيف عباءتها ترفرف أطرافها السفلية ملامسة ساقيّ ونحن نسيرُ سيرًا غامضًا مجهول الهدف والمكان والمصير.