لن استرد ابدا ذلك الصفاء الذهني الذي كان يتلاشى بسرعه رهيبه...
الشعور بكراهيه الذات او بتعبير الطف انعدام تقدير الذات هو احد اعراضه الاكثر شيوعا …انعدام القيمه….تشتت ذهني…
علاج حالات الاكتئاب الشديده ليس امرا ميسورا…الاكتئاب في مراحله الخطيره ليس له علاج سريع المفعول….ادراجه مباشره ضمن فئه الامراض الخطيره….مرض الاكتئاب لا يزال لغزا كبيرا
ينتابني قلق خانق…عقلي كان اخذا في التفسخ…ارتباك و عدم قدره على التركيز الذهني و هفوات الذاكره….تسيطر على ذهني حالات انفصال و فوضى..انقسام مزاجي… , تشويش ذهني
اشعر داخل ذهني باحساس يشبه الالم الحقيقي….الطبيعه المراوغه لهذا الكرب...كان الالم يشبه غالبا الشعور بالغرق او الاختناق...."الم خاص و محسوس ، اشبه بالم عصبي نفسي غير معروف البته في الحياه العاديه"...كما وصفه جيمس جويس في كتابه "تنوع التجربه الدينيه"
حاله من الخدر العاجز التي يغيب فيها الادراك و يحل محله ذلك الالم الخالص و المحسوس …اضطراب النوم الطبيعي هو احدى سمات الاكتئاب المهلكه
و كاني ذلك الميت الحي الذي اصبحته ...طقس الاكتئاب يتسم بثباته و استمراريته...لقد لازمتني بشده العزله الوجوديه التي عاشها بطل كامو في الغريب....لقد ادى كامو دورا جليلا في تنقيه افكاري حيث خلصني من افكار راكده لا حصر لها ...ايقظ داخلي من جديد وعد الحياه الملغز.
ليس هناك سوى مشكله فلسفيه وحيده و خطيره فعلا الا وهي الانتحار... كامو كان يلمح من حين لاخر الى اكتئابه و يتطرق الى موضوع الانتحار...نبره كابه تتخلل اسطوره سيزيف
لكن الاحساس بانتصار الحياه على الموت يقع في صميم رسالتها الصارمه التي تقول مع غياب الامل يجب ان نصارع حتى ننجو و لو بشق الانفس و هذا ما نفعله كل يوم...
الاكتئاب ممكن ان يودي بضحيته في حالات كثيره حينما تتجاوز المعاناه قدره المريض على الاحتمال...
فريق البؤساء الذين يضطرون الى اهلاك انفسهم يجب الا يوجه اليهم لوم باكثر مما يوجه الى ضحايا السرطان في مرحلته الاخيره...
النساء اكثر عرضه للاصابه به من الرجال....
قله قليله من الناس هم من يفلتون من براثن المرض، و لا يكونون من ضحاياه...
الاشخاص ذوي الميول الفنيه و الادبيه و لا سيما الشعراء منهم هم الاكثر عرضه للاصابه بهذا الاضطراب و الذي تدفع اعراضه الحاده و الاشد خطوره ٢٠% من ضحاياه لانهاء حياتهم انتحارا
اعتلال المزاج لدى احد ما قد بلغ حد العاصفه و هي زوبعه حقيقيه يسمع عواؤها داخل الدماغ مما يجعل الاكتئاب الحاد فعلا لا يشبه اي شيء عداه...
هناك تشابكا بالغ التعقيد بين عناصر الكيمياء و السلوك و الجينات الشاذه...
وقعت فعلا في قبضه اعتلال مزاجي واحسست بريح جناح الجنون كما وصفه بودلير
الاكتئاب في شكله الحاد ما هو الا جنون....الجنون ينجم عن عمليه بيوكيميائيه شاذه....هذا الجنون يتم تحفيزه كيميائيا بين الناقلات العصبيه للدماغ...
عمليات تفكير مشوشه ....قد تراود هذا العقل المضطرب افكار عنيفه ازاء الاخرين....و لكن نظرا لان عقولهم تنصرف بالامهها نحو الداخل فان الاشخاص المصابين بالاكتئاب عاده ما تقتصر خطورتهم على انفسهم ...جنون الاكتئاب هو نقيض العنف
كان واضحا ان الانتحار قد بات قاب قوسين او ادنى بالنسبه لي و انني عما قريب سوف التقيه وجها لوجه …ظلام ليل ات لا مفر منه
الفقدان في جميع مظاهره هو علامه من علامات الاكتئاب…فقدان تقدير الذات
كان المستشفى في واقع الامر طوق النجاه….الزمن و العزله هما المداويين الحقيقيين.. كان المستشفى محطه استراحه و مطهرا للنفس...الاثر المهدىء الذي يمكن للمستشفى ان يحدثه و قيمته المباشره كملاذ يمكن ان تعود فيه الراحه و الطمانينه للعقل
الضرر الذي قد يترتب من الوصف الاعتباطي لمهدئات قد تكون ذات خطوره على المرضى في كل مكان
يتطلب من الاصدقاء و المحبين و افراد العائله و المعجبين ان يغدقوا عليهم حبا جما حتى يقتنعوا بقيمه الحياه
وفاه او اختفاء احد الوالدين و خصوصا الام قبل فتره البلوغ او خلالها يظهر بشكل متكرر في ادبيات الاكتئاب كصدمه قد تخلف وراءها احيانا دمارا وجدانيا لا يمكن اصلاحه
لكن الاكتآب مرض يمكن قهره...و هكذا خرجنا و مره اخرى ابصرنا النجوم.
كتاب مهم عن تجربه الاكتئاب التي مر بها الكاتب و لمحه عن كتاب اخرين مروا بها كذلك...مثل البير كامو على ما يبدو باديه اثرها في اسطوره سيزيف. الاكتئاب و اثاره المدمره في طريق معبد للانتحار و محاولات كبحه ضروره قصوى....