يعد ﮔـراهام ﮔـرين أحد أعمدة الأدب الأوروبي في النصف الثاني من القرن العشرين. وبعض عناوينه صارت من كلاسيكيات الأدب الإنـﮕـليزي ومن كلاسيكيات اللغة (مثال: رجُلنا في هاﭬـانا).
أدركت أواخر حياته في طفولتي وما زلت أذكر الضجة التي أثارتها وفاته.
أعتقد أن ما يميز كتابات ﮔـرين وأعماله أنها مثلت صوت ضمير المجتمع الاستعماري الأبيض الذي لفظ أنفاسه -ظاهرياً- بعد الحرب العالمية الثانية. وهي الفترة التي كتب فيها ﮔـرين بسخاء مستنداً على تاريخه العسكري والاستخباراتي الشخصي، ورحلاته حول المستعمرات. كتابات ﮔـرين تواجه الوعي الاستعماري بعقده الذاتية وبكذبه على نفسه وأكبرها كذبة خيرية الاستعمار وكذبة تفوق الديمقراطية الرأسمالية. كتب ﮔـرين ليواجه جيله بزيف كل مبرراتهم لخلق إيديوليجيا عابرة للقارات هي في الأصل مسلخ كبير لقيم الإنسانية قبل أجساد الشعوب المستعمرة.
في هذه الرواية البديعة يوظف ﮔـرين مثلث حب شائك ليغوص في عوالم الحرب الفيتنامية الأولى -تلك التي شنها الفرنسيون لا الأميركان-. سرد متماسك، شخصيات مجسمة، حوارات بديعة تكاد تسمع نبراتها في رأسك رغماً عن الترجمة.