"أحسست به يحدثني من خلال لوحته، أحسست بأنه قد غلب الصمت الهائل القائم بيننا. ويُحدثني الآن بالحُب الذي غمر به لوحته، قائلاً أشياء لم يستطع قولها يوماً من قبل."
سالباتييرا هو فنان تعرض لحادث مؤلم في صغره جعله يفقد النُطق.. ولكن قلبه وعقله وروحه لديهم الكثير ليتحدثوا بشأنه.. فكيف يُمكنه أن يُعبر عن دواخله.. عن حُبه للنساء مثلاً أو أولاده.. كان يقوم بالرسم وليس الرسم العادي كان يقوم برسم لوحات من الحياة العادية بتفاصيلها الدقيقة.. لوحات قد تصل إلى بضعة كيلومترات! ياللضخامة بالطبع.. ولكن الحياة بها العديد ما يُمكنه رسمه.. لحظات رُبما تشعر أنها عادية، ولكنها تستحق أن تُبروز وتُرسم.
في حكاية شبه بوليسية.. يُحاول -لنقل- ورثة "سالباتييرا" بالعثور على الجزء الوحيد الناقص من رسمته الكبيرة.. حكاية تتضمن النبش في الماضي ورُبما تحمل العديد من المُفاجآت.
ما لفت نظري وأحببته.. أن كُلا منا يُعبر عن حياته بطريقته.. منا من يقوم بكتابة سيرة حياته.. منا من يقوم بتحويلها فيلم تسجيلي أو صوتي.. ومنا من يكتفي بآثره في الناس حوله.. وشخص كـ"سالباتييرا" بالطبع سيُعبر عن حياته في شكل رسمة تمتد لبضعة كيلومترات.. ولم لا؟
لطيفة، وخفيفة.. وكالعادة ترجمة "مارك جمال" بتضيف للعمل جمال لغوي.. وحبيت الغلاف جداً.