للوهلة الأولي يبدو من العنوان أنه مذكرات علي جبهة القتال لأحد مقاتلينا البواسل، لكن واقع الكتاب أنه يسرد خواطر و ذكريات هذا المقاتل منذ طفولته و مرورا بدراسته بالكلية الحربية ثم تخرجه و إنضمامه لقواتنا المسلحة و مشاركته في حرب أكتوبر المجيده التي بالقطع لها النصيب الأكبر من فصول الكتاب.
مقدمة و مدخل الكتاب قد تكون مفاجئه كونها تجمع أعداء القتال بالأمس في حرب أكتوبر علي مائدة عشاء دبلوماسي بأراضي فلسطين المحتلة بعد تحول بطلنا من المجال العسكري إلي السلك الدبلوماسي كملحق عسكري بسفارة مصر لدي دولة الإحتلال.
المدخل جاء مربكا و قد يكون به من الرسائل بتحول الصراع إلي موائد الكلام دون الأفعال.
أفرد الكاتب سبعة فصول من أصل ستة عشر فصلا للكتاب حول المهمة الرئيسية كضابط إستطلاع خلف خطوط القتال الأمامية و في عمق العدو بأرض سيناء لمدة دامت ستة أشهر منذ إندلاع القتال في أكتوبر ١٩٧٣و حتي عودته في مارس ١٩٧٤.
باقي الفصول عبارة عن مقتطفات من ذكريات سيرته الذاتية و تحليلات متنوعة عن حرب أكتوبر من مصادر مختلفة.
افتقدت بالكتاب مشاركة و عرض الحالة النفسية و الإنسانية لمجموعة الاستطلاع بعد إمتداد مهمتهم لفترة طويلة غير متوقعة بدلا من اسبوعين حسب التخطيط الأساسي و كيف تغلبوا علي مشاعرهم و معاناتهم من الإمتداد الزمني الغير متوقع.
الكتاب مفيد و يرصد - بصبغة رسمية أكثر منها إجتماعية-الموقف البطولي لأفراد قواتنا المسلحة و أهالينا من بدو سيناء في سبيل تحقيق نصر أكتوبر المجيد.