رواية كيميا للكاتب المصري وليدعلاء الدين من إصدارات دار الشروق تقع في234صفحة،يأخذنا المؤلف في مزيج ماتع بين الواقع والحلم في رحلة مختلفة وسرد مغاير يستخدم فيه الراوي حيلامتنوعة منها:
السيرة التاريخية والتقارير الصحفية و اليوميات والمشاهدات الميدانية والعمل البحثي الإستقصائي وادب الرحلات .
جهد ملحوظ في الاتكاء على معين معرفي اطلع عليه الروائي ليمهد الطريق نحوسبر اغوار عالم كيميا .
يلتقط تلك ااشخصية الهامشية في سيرة جلال الدين الرومي ويمنحها قيمة وبطولة في السرد
@waleed_alaa_eldin
تلك الفتاة التي يرعاها ويهبهاالرومي إلى صديقه التبريزي؛ ليتزوجها رغم علمه بانه شيخ يكبرها بأعوام وليس له في النساء وبالرغم من معرفته ان ابن جلال الدين علاء قد علق قلبه بحب كيميا .
لكن الفتاة لاتحتمل الحياة التي تخنق روحها وتموت بعد أسابيع .
وقد ذكرت هذه الشخصية اليف شفق في( قواعد العشق) الأربعون وذكرت كذلك في
( بنت مولانا ) ولكن بنفس صورتها المتعارفة المتداولة والمؤلف يحاول كسر تلك الصورة النمطية ليكتب من جديد عن كيميا .
البداية كانت مهمة صحفية إلى تركيا بتكليف من المركز العربي للأدب الجغرافي من ابوظبي والمغرب وفرنسا ، لعمل تقرير عن جلال الرومي بمناسبة إعلان اليونسكو عام 2007 عام للاحتفاء به واحتفالية المئوية الثامنة ومرور8قرون على وفاته .
ومن لحظة وصول وليد بالفندق يطلعنا الكاتب على سر صفة تلازم البطل ويفتتح حديثا عن الاحلام الصافية التي تلاحقه وتاتيه وتتجلى له مابين اليقظة والنوم وهو تمرن ليحسن إدارتها؛ ليستحضر شخوصا احبهم وهذه الأحلام تباغته باي وقت واي مكان
فيهرع لتدوينها او روايتها لصديق او لزوجته حتى لاتضيع .
يبدو ان روح كيميا تقمصت المؤلف حين قراءتها واراد بشكل او بآخر ان يبرزها وتفاجا عندما سال المرشد السياحي عن قبرها فقيل لا احد يعلم ربما هو في مقابر الصدقة ..ويبحث عن القبر ويستمر في ارسال التقارير عن رحلته من لحظة وصوله حتى مروره بكنيسة ايا صوفيا ومسجد السلطان احمد.. مطعما السرد بمعلومات مفيدة عن تلك الاماكن الأثرية
الرواية ممتعة في متابعتها تاخذنا بين الواقع والخيال بين اليقظة والحلم لندخل من جديد لعالم جلال الدين الرومي ونراه من وجه نظر مختلفة.
أهنأ الكاتب على جهده ومصداقيته ودقته واحترامه لفعل الكتابة الذي يستحق العناء..
نهى رجب 🖊