الكتاب تحليل عميق و مركز عن جمهورية يوليو و مظاهر تحللها و اتجاهها الي الإنتهاء في طورها الأخير.
بدأ الكاتب بتحليل الأساطير المؤسسة لسياسات يوليو السلطوية و تفنيدها و ضحدها علي التوالي، بدءا بأسطورة لا ديمقراطية لرعايا فرعون، ثم أسطورة الشعب الكسول فأسطورة المؤامرة العالمية ، و ختمها بأسطورة أزمة الأخلاق.
ثم فند الكاتب تاليا أكذوبة الإنجازات علي مر العصور في ظل أوهام الاستقرار و بالتوازي مع تأسيس الشعبوية الاعلامية/ السياسية بديلا للشعبية الحقيقية.
ينتقل الكاتب في الباب الثاني إلي رصد العلاقة بين الجيش و المجتمع/ السلطة ضاربا المثل بستة حالات لدول تتشابه مع مصر في هذه الثنائية التاريخية بين الحكم و السلطة العسكرية و هي فرنسا، الصين تركيا، باكستان،الجزائر و من ثم مصر، حيث حلل الجذور و الأسباب التاريخية لتلك العلاقة و مراحل تحولاتها و حتمية إنتهائها و ذلك بإنتفاء أسبابها.
في الباب الثالث يضع الكاتب يده علي أصل المشكله بمصر كما رصدها و حللها العلامه جمال حمدان و التي تتمثل في الاستمرارية/الاستبدادية الفرعونية، ثم يتطرق إلي سبيل الخروج من أزمتنا المزمنه و وسائل و مقترحات العلاج كما عنونها " البحث عن خلاص".
الحل الوسط التاريخي كما عنونه الكاتب يستند إلي إقتناع الدولة العميقة بقيادة المؤسسة العسكرية بصيغة مشاركة مع قوي المجتمع الوطنية الديمقراطية المبعدة عن الفاعلية بالدولة ، ليتم من خلالها حماية المصالح الاستراتيجية للدولة العميقة مع ترك إدارة الشأن الداخلي للقوي الوطنية في فترة إنتقالية قد تمتد لعقود حتي يتهيأ المجتمع بكافة مكوناته و ادواته للديمقراطية بديلا عن السلطوية ببناء نظام سياسي يقوم علي توازن السلطات و مراقبة بعضها البعض.
أو بالتعبير القديم الشهير "نظام يصون و لا يبدد، يحمي و لا يهدد"