كتاب ثريّ وثمين لكاتب يتمتع بالوعي والثقافة والحجة القوية، رحمه الله.
صحيح أن العنوان أوحى لي بأن الكتاب لن يكون عبارة عن تجميع مقالات، وأن موضوعه سيكون واحداً وهو عن النهضة الإسلامية ، إلا أن ليس كل المقالات تتحدث صراحة عن النهضة، فقد كانت بعضها تصبّ في مجرى الموضوع . يعني أن المقالات للناظر من بعيد لا توحي بالحديث عن عوائق النهضة الإسلامية، إلا إنها كذلك للمتأمل.
روائع الكتاب تبدأ مع المقالة الأولى التي بدأ فيها الكاتب بإجابته على السؤال ما سبب تخلف المسلمين، عارضاً صوراً من انجازات الحضارة الإسلامية التي امتدت من الهند إلى الأندلس ووصلت إلى باريس .. وعمل مقارنة بين ما كان اعتيادياً عند المسلمين وبين الحضارة الغربية في أزمنتها القريبة.. وعرض بإيجاز بعض العلوم التي كان المسلمون أول من توصل إليها. كل ذلك بالاستشهاد بكلام الباحث الفرنسي جاك ريسلر والعديد غيره من الكتاب الغربيين الذين قالوا كلمة الحق بحق الحضارة الإسلامية.
وبذلك أثبت أن الإسلام ليس هو سبب تخلف المسلمين بل التاريخ يثبت العكس.
ثم تطرق إلى موضوع هل نحن نطبق الإسلام اليوم؟ فبرهن أن عدم تطبيقنا لتعاليم الإسلام هو سبب تخلفنا. وختم الفصل بالرد على ادعاء عدم صلاحية الإسلام في العصر الحاضر (عصر الذرة).
الحال لا يختلف في مقالته عن قضايا المرأة التي أبدع فيها أيما إبداع. لم يمر عليّ إلى الآن أفحم من حجته ولا منطقه في الرد على الإفتراءات بحق الإسلام في قضية المرأة، كل ذلك مدعوم بالاحصاءات والأدلة والحقائق من دراسات غربية. قد أذكر تشابهاً في الأسلوب وقوة الحجة بينه وبين البوطي رحمه الله. أرى أن هذه المقالة يجب أن تدرّس وتُتَدَاوَل بين الناس وتنشر.
أتمنى من كل متشكك بالإسلام وكل خائف منه وكل مسلم أن يقرأ هذا الكتاب ليتبين له الحق وليحمد الله على نعمة الإسلام.