سوف يُعلِّمونكَ ألَّا تُشرق. لكنّكَ ستفعل.
لكنك ستفعل
نبذة عن الرواية
لنكن صريحين من البداية، نحن قومٌ غُزاة في أرض غنيَّة بالثروات والنفائس، غزوْناها سرَّاً لنعمل - هذا ما أخبرتْنا به الراهبة في الروضة، وجرَّاء علاقتها الخاصَّة بالرَّبِّ، فما كان لها أن تُخطِئ. في ذاك اليوم، ولم أكنْ قد تجاوزتُ الرابعة من عمري، صوَّبتْ تلك المرأة الصغيرة المتَّشحة بالسواد إصبعَها نحوي. ليلاً داهمتْني الكوابيس. وفي الصباح، أقسمتُ ما إن فتحتُ عينَيَّ، بأنني لن أكون على شاكلة أَبَوَيَّ، شخصاً منبوذاً، يستولي على عمل الآخرين، ويحتلُّ البيوت، والحدائق، والشوارع، وكل الأشياء الاستثنائية: سأكون دائماً موضع ترحيب، لا، بل مُحتفَى به، إن صحَّ القول. تطلَّب ذلك الكثير من الشجاعة، وتضرَّعتُ إلى الرَّبِّ كلّ ليلة أن يهبَني إيَّاها، وأن يكتسبَ أبواي لهجة قريبة من لهجة أهل الشّمال، لئلَّا يُفتضَح أمرُنا. عندئذ بدأتُ أقفز وأرقص مثل الأبله داخل تلك القاعة، الاثنان الآخران كانا قد صعدا إلى الطابق الثاني، كنتُ أسمعهما يمشيان فوقي، ويُحدثان ضجيجاً كبيراً، لقد وجد كلاهما الآخر، هذان الاثنان، هذا كلّ شيء. وهكذا يمكنني أن أرقص وحدي بين المقاعد، وأكون في سعادة وسلام، لأن السعادة تنمو بإفراط، إن لم يكن هناك من ينظر إليك، لأننا ننظر إلى أنفسنا بشكل فعلي، ولم يكن يوجد شيء أفضل من ذلك في العالم. هكذا تحوّلتُ إلى مهرّج، وقمتُ باستعراض ممتع وأنا أدور حول نفسي وأقع على الأرض. كنتُ أستدير إلى اليمين، فتأتيني صفعة من اليسار، أسحب إصبعي فأضرط، أُمسك بيدي فأصاب بصعقة كهربائية. باختصار، أشياء تغميك من الضحك.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2019
- 283 صفحة
- [ردمك 13] 9788832201307
- منشورات المتوسط
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
elaf
اتيت ركضاً من روايته الاولى -لا تقولي أنك خائفه-.
واثقه كنت في حُسن الروايه وجمالها وصدق حدسي.
جميله خفيفه رائعه كُلها هنا، في 200 صفحه لا تشعر بها.
في بدايه اول 50 صفحه وجدت الملل بين ثنايها ولكن ما ان تبتدأ شراره الاحداث في ما بعد لا تستطيع التوقف عن القراءه وانا اعنيها حرفياً.
لا حديث لي مع القصه والحبكه فهي جميله جداً وتعيش فيها بكامل مافيها من احداث.
استمتعتُ فيها جداً، وتستطيع أنت ايضاً أن تستمتع فيها كذلك ♥️.
-
Salma.Ahmed
تحيرني الروايات التي يصعب تصنيفها، ويحيرني الكاتب الذي يطلق رصاص الأسئلة فوق فضاء الورق ثم يمضي
ينكأ الجروح..ثم يتركها مفتوحة النبض ويمضي..
«لكنك ستفعل»
رواية تتحدث عن الفقد واليتم، الفقد الذي هو أوّل اعوجاج تحاول أن تقوّمه في أحد أضلعك فـينكسر.. ومعه.. ( تنكسر ) انت بقسوة
عن الشتات والهجرة، عن الهوية، والعلاقة مع الآخر المختلف، عن الغربةوالعنصرية والظلم، عن رحلة الإنسان عبر الزمن ومراحل التيه التي ربما تلازمه طيلة عمره
يأخذنا الكاتب الإيطالي جوزبه كاتوتسيلا” إلى أعماق الجنوب الإيطالي، وهذه هي المرة الثانية التي أقرأ فيها عن الجنوب الايطالي، بعد رائعة "بيانكا بيتسورنو"(حلم ماكينة الخياطة)
وهنا يتحدث الكاتب عن أريليانا"، والتي كما وصفها خمسونَ منزلاً من الحجارةِ وما يربو على المئتي نسمة" وهي البلدة التي يذهب إليها "بييترو ونينا" والتي أرسلهم إليها والدهما للعيش لدى جدَّيْهِما، بعد أن فقدا والدتهما، والتي عاشوا طفولتهما بها، ولكن هذه المرة يرانها بشكل مختلف حيثُ السَّيل الذي لم يَعدْ سيلاً، وحيث القصر المهجور الغامض، والبرج النورماندي .
ومع تقدم الأحداث يخبرنا الكاتب عن لسان بطل الحكاية الطفل"بييترو" اكتشاف أهل البلدة وجود عائلة من المهاجرين مختبئة داخل البرج، عائلة بائسة كل ذنبهم أنهم غرباء، شردتهم الحروب
فيتستقبلهم أهل البلدة بالرفض والنفور، والقليل من المؤيدين
فاللاجئ يظل غريبًا، مهما أظهر من ولاء..يتحمل أوزار كل شيء مهما ثبتت براءته، تسحق آدميته كونه لاجئ ترك وطنه عنوة.
يقولون عن هذه الرواية أنه أنها رواية الظلال والأضواء، إلا أنني أراها مليئة بالظلال والظلام فقط.
غير متماسكة تركيبيًا، يستخدم الكاتب الترميز بإفراط
لا أنكر أن لغة الكاتب رائعة، اعتمد على استخدام الأصوات لكل شخصية، فبث فيها الروح والحياة لدى القارئ، كما أنه منح الأماكن أيضًا روحًا، فيقول مثلاً:
عن وصف درج الخزانة الذي يحوي أشياء والدة بييترو الراحلة
(أنه أمر لا يصدق ، كيف أن خزانة يمكنها أن تحفظ الرائحة لنفسها، ولا تتركها للأخرين، أنانية الخزائن شئ غير معقول)
الشخصيات لم تكن مبهرة، ربما شخصية الجدة هي ما أعجبتني بشدة، وشخصية الغريب.
في الأخير
رأي في الرواية أنها مرهقة، مففككة إلا أن لغتها أكثر ما أعجبني فيها
انتهي منها وأنا أقول لماذا تنتصر علينا الذكريات الموجعة دائما..... تغرس مخالبها غورا في أعماق الأعماق ، حتى لا يبقى جزء لا يشعر آلام الطعنة
فهل يبقى الألم والحزن دائما جزءا من تكويننا كبشر!!
اقتباسات
الحب مثل آلة الزمن التي كنت أريد أن ابتكرها منذ صغري، وفي يوم ما سأبتكرها، سوف استخدمها للعودة للوراء ،او المضي قدماً، حيث أرغب وأشاء لتغير الأشياء التي يجب أن تتغير، أو بالأحرى بالأشياء التي لا يمكن أن تتغيرها، فعلى الأقل أن أنظر إليها وهي تحدث ، مُكررًا حدثهاقدر ما أشاء، كما هي اللحظة الأخيرة التي شاهدت فيها أمي قبل أن تغادر المنزل.
سعلمونك ألا تشرق..لكنك ستفعل
-
Samah Salama
هذه الرواية قد اعجبتني كثيرا رغم نهايتها المحبطة على الاقل بالنسبة لي.
ومثلها ومثل سابقتها (لا تقولي انك خايفة) كلتا الروايتين رائعتين. كاتبهما جوزيه كاتوتسيلا مؤلف ايطاليا بارع.