حمام كثيف
تأليف
عيسى الشيخ حسن
(تأليف)
صدر حديثاً عن «منشورات المتوسط» مجموعة شعرية جديدة للشاعر السوري عيسى الشيخ حسن، حملت المجموعة عنوان «حمام كثيف» وهي المجموعة الخامسة للكاتب.
وقد عرض الشاعر محمد المطرود للمجموعة قائلا: «في جملة مجموعة «حمام كثيف» محاولة ترميم العلاقة بين التفاصيل اليومية والرؤية، خاصة أن مفتتحِ المجموعة يبدأ بإهداء يشي بهذه العلاقة «إلى أطفال سوريا». يقول «يومها لم أكن قرأت/ «ناي» جلال الدين الرومي/ ولا شاهدت رؤوساً/ يركلها أولاد منذورون للقصف»، ويقول في مكان آخر أيضاً «والآن/ الذكريات الهشّة تماسكت/ وغصّ بها الولد الشقيّ/ تماماً/ كقطعة حطب/ يسمونها بسكوت».
ينشغل الشاعر عيسى الشيخ حسن كشأنهِ في ما عهدناه بلغةٍ محكمةٍ، ليست عصية لكنها صعبة بما تمتلك من قوة في السبك وتشكيل الجملة المقفولة بإحكام، كذلك اتباع خط ناظم لمجموع العمل، بحيث تتبدىَ الفكرة والمرامي البعيدة متماهية مع اللغة، فلا ترهل للغة لحساب الفكرة ولا ضياع للفكرة الشاعرية لصالح اللغة.
هذه المداورة تمنحُ المتلقي قدرة مضاعفة لتذوّقِ هذا الصعب وفي الوقت نفسه فكِّ الشيفرة، وعموماً هذا الجهد لا يعني التعميةَ أو الإغماض المتعمّد، بل يظهر جلياً تخمّر الفكرة الضاغطة لقربها من النفس الإنسانية ومن ثم قربها من النَفَس الشعري للشاعر هنا، فتأتي الكتابة مخلصة للرسالة المراد إيصالها، وبذلك يتحقق الجانب الحياتي لموضوع الكتابة بعيداً عن التوصيف القديم القائل «الفن للفن» إذ الإخلاص للفن يفتح مسارات إنسانية تلغي تلك المسافة المظلمة بينها وبين الإنسان: «القصيدة التي هدلت طيلة الليل/ خدعت كلّ الفخاخ/ المطمورة في التراب/ لم يكن أيّ منا يمتلك دودة واحدة/ دودة حقيقية/ تغري قصيدة بجناحين».