اقتباسات من كتاب ريح وأوراق

شاعرٌ مغمور

في قرية معزولة

أعلنَ حلول عامِ الشعر.

قصيدة قصيرة

هي حصيلة الأرق في ليلة شتوية طويلة.

يعزفُ للطرشان

ويرقص للعميان.

شخصٌ ما

نهضَ من بينِ الحشد الصُّمّ البُكم

وكسر حاجز الصمت

ونطق بالكلام.

جميع طقوس الضحية

جرت أمامَ عيني

السكّين والشوكة جاهزتان.

هذا العرض الفَخم

سيرسم الكومبارس مصيره

نهاية المطاف.

لم يكن يعرف القراءة

ولا الكتابة

لكنه كانَ يقول أشياء

لم يقلها أحد

ولم يكتبها أحد.

مطلع القصيدة

انبثق القلب

وحطَّ على الورقة

الأسطر اللاحقة عديمة الجدوى.

في قاموس اللغة

أطلقوا على الفَارغ خاوي الجوف.

في قاموس اللغة

يجب أن يشترطوا كتابة مفردة

«لا شيء»

إزاء مُفردة «على العموم».

لم يكن يعرفُ القراءة

ولا الكتابة

لكنه تطرَّقَ لأمرٍ

لم أقرأهُ قطّ

ولم يكتبه أحد.

حينما أمتلكَ السُلطة

فقدَ لُطفه.

جاءَ رجل

تَعِباً كان

جاء من بلاد الغُربة

بزوَّادةٍ ملأى بالأمل..

ذُبابٍ سمج

قطعَ مسافة قريتين

مستقلاً جُرحَ بغلٍ هرم.

غريق...

في اللحظات الأخيرة من حياته

أهدى العالمَ بضع فقاعات..

بعدَ أن علاَ الماء رأسه

بدأ يستغيث..

رصاصة واحدة

جمجمة واحدة

نهار واحد!

الجُندي الذي وضعَ أصبعه في أُذنه

حينَ أطلقَ المدفعُ قذيفة

فقدَ أصبعه

فقدَ أيضاً أذنه وعينيه

في لمحِ البصرَ!

لم تعد...

الأنهارُ التي مضت نحوَ البحر

الجنود الذينَ ذهبوا إلى الحرب

والأصدقاء الذينَ قصدوا بلاد الغُربة.

شاحنة

محمَّلة بجذوع الأشجار

تمضي إلى المنشرة...