المرأة التي في فمي

نبذة عن الكتاب

المجموعة الشعرية الأولى للشاعرة السورية سوزان علي "المرأة التي في فمي" عن منشورات المتوسط – إيطاليا. وفيها لن يكون القارئ بحاجةٍ إلى عتباتٍ لدخول عالمها الشّعري، ما عدا العنوان، المُشكَّل من جملةٍ واحدة، تحيلنا على حديثٍ قديمٍ بين الشاعرة والحب "الذي خُلقَ بعيداً عن سريرها الملتصق بالحائط"، وهي تحاول إغواءه بفم المرأة الذي نسيه في فمها للبقاء.. هكذا و"منذ بداية الحرب"، ودون مقدِّمات تتجاوزُ سوزان علي الفقد والغياب، أو تحاولُ ذلك، ممسكةً بعصا اللُّغة التي تقترب من سريالية تتوالد منها الصّور تباعاً، مخلِّفةً وراءها أثراً ينأى بنفسه عن المباشرة والسطحية. ومهما كانت مآرب وأشياء الشاعرة الأخرى، إلاَّ أنها لا ترمي عصاها، مجَّاناً، لانتظار معجزةٍ ما، إنَّما تمارسُ الحياة والكتابة، بعنف وشغف يتَّضح حضورهما في احتدامِ العلاقة بين القصائد والتحامها بذات الشاعرة، كما يلتصقان بجسدها الذي يبوح بأسراره من خلال الذكريات وحميمية اللحظاتِ المهرَّبة من عالم تحتفظُ بالقليل من رجاله وعطوره في خزانةِ غرفتها. الحوارية التي تقيمها سوزان، تتجاوز الحبَّ والحبيب، تمضي أبعد من الجسد المشتعل والغياب، تعتصرُ وحدتها، مستحضرةً الإبر المعطوبة، نوافذ الوحيدات، والسعادة القديمة. إلى حدِّ تقمُّصِ الأشياء والتحوُّل إلى زنزانة، مرآة مرمية في درج، زرُّ قميص على الشاطئ .. لكنها وسط كلِّ هذا التيه، عاريةً إلا من جواربَ سميكة، تتذكَّر الجدة والجد والأم وتعترف أنَّها من "عائلة تحبُّ حتى الموت". "المرأة التي في فمي" مجموعة شعرية أولى لسوزان علي صدرت في 80 صفحة من القطع الوسط، ضمن مجموعة براءات التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر والقصة القصيرة. من الكتاب: في الصورة قُربَ النافذة، خلفَكِ الحربُ تُشعلُ سيجارة. تجلسين في الممرّ، ممرِّ بيتِكِ الطويلِ، تنكشين شعرَكِ بقلم الرصاص، وترسمين على قشرة رأسِكِ نصفَ قلبٍ وسهماً. درفةُ شبّاك جارتِكِ في الطّابق العلويّ، بعد أن تُركَتْ على عجل، صار صوتُها حفيفَ شجرِ أوَّل الخريف، يفكِّرُ بالرحيل مثلكِ. في الريفِ البعيدِ، وراءَ الجبالِ، ربما تعيشُ امرأةٌ مثلُكِ، بينما تكتبين الآن وفي يدِكِ تفّاحةٌ، تُصلح هي ساقَ طاولتِها المعطوبةَ، وتحرقُ النملَ الخارج من خزانتِهَا المُهترئة، تُطفئ الشمعةَ بإصبع قَدَمَيْها، ثمّ تنام.