الجرذان التي لحست أذني بطل الكاراتيه
تأليف
مازن معروف
(تأليف)
صدر عن منشورات المتوسط - إيطاليا، ضمن مجموعة المتوسط المسماة براءات ، مجموعة قصصية «الجرذان التي لحست أذنَيْ بطل الكاراتيه»، للقاص والشاعر الفلسطيني مازن معروف.
وفي كتابه الجديد هذا، يعاودُ مازن معروف الكرّة مرةً جديدة بخلق عوالم غريبة، لكنها وإن كانت من نسج خيال الكاتب، تلامسُ الوقائعَ التي يعيشُها الناسُ، من خلالِ الحسّ الفنيّ الساخر، الذي يرسمُ رغمَ سخريتِهِ خيطًا رفيعًا يصلُ عميقًا إلى وجدانِ القارئ. بلغةٍ بسيطة، مُحكمة، وسردٍ شيّقٍ، وبخفّة العارف الخبيرِ التي تُميّزُ أعمالَ معروف، التي سبقَ وصدرَت، حيث صدرَ لهُ في الشعر كأنّ حزننا خبز و الكاميرا لا تلتقط العصافير و ملاك على حبل الغسيل وفي القصة القصيرة نكات للمسلحين ، الذي ينافس الآن في القائمة القصيرة لجائزة الملتقى الأدبي.
من الكتاب:
إلا أن الشبل كان واقعياً جداً. هو الوحيد الذي فهم بأنني لن أُشفى أبداً. قال لي دائماً في محل الفليبرز أنا مقتنع بأنك لن تُشفى أبداً. لهذا أحمل معي هذا المسدس. أنظر. هذه الماسورة من أجل ألا يصير له صوت. يعني لو أطلقتُ عليكَ النار، لن يعرف أحد بأنك مت. ولا حتى أنتَ نفسك . كان يروق لي هذا الجزء من الحكاية كثيراً. أن أموت دون أن يعرف أحد أنني ميت. لذلك كنت كلما رأيتُ الشبل أقول له أعد عليّ تلك الحكاية. بأنني إذا مت لن يعرف أحد بالموضوع . فيُخرِج المسدس بخفة من وراء ظهره وسط قلق الأولاد الآخرين ويخرطشه ثم يقول هذا مسدس. وهذه الماسورة فيه، من أجل ألا يصير له صوت. يعني إذا أخذتك في هذه اللحظة إلى ذلك الزاروب وقوّصتك هناك لن يعرف أحد من هؤلاء بأنك مت. ولا حتى أنت نفسك . فأشعر بسعادة تصل إلى تلك الندبة المكوية في إصبع قدمي الصغير، وترتعش جمجمتي كما يحدث لي حين أتبول، وأقول له خذني إلى الزاروب وقوّصني ، وأبدو كما لو أنني أتحداه. إلا أنه يقول عليك أن تُشفى أولاً. أنا لا أطلق النار على أشخاص ليسوا بكامل وعيهم العقلي ، ثم يأمرني بحزم أن أغرب عن وجهه .
الجرذان التي لحست أذنَيْ بطل الكاراتيه هي المجموعة القصصية الثانية لمازن معروف بعد مجموعته الأولى نكات للمسلحين ، والتي رُشّحَ من خلالها للقائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة في الكويت.