شيء من هذا الغبار - عاطف عبد العزيز
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

شيء من هذا الغبار

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

صدرت عن منشورات المتوسط – إيطاليا، مجموعة شعرية جديدة للشاعر المصري عاطف عبد العزيز، حملت عنوان "شيء من هذا الغبار". تتكثَّف اللحظة الشعرية في قصائد عاطف عبد العزيز الجديدة، حتى تغدو شيئاً من الغبار الخفيف النائم على زجاجة عطرٍ شاردة، كتفصيل صغير، تُرافقه تفاصيلُ أخرى، يلتقطها الشاعر أو بالأحرى يمضي بها بعيداً في الكتابة عن عاداته اليومية في مدينة القاهرة، عن حياته الخاصة، والتي يُقلِّبُها كصفحات ألبومِ صورٍ تتوالدُ منه الذكرياتُ والمشاعر المتناقضة والمشاهدُ والصُّدف، كمَن يصنعُ حياةً متخيَّلة، ثمَّ ينغمسُ فيها كواقعٍ بديل. يتكوَّن الكتاب من عشرين قصيدة، متبوعةً في آخره بنصٍّ بعنوان "سأم القاهرة" في تقاطع مع عنوان كتاب شارل بودلير "سأم باريس"، وهنا سنقفُ على هامشٍ آخر للهامشِ الذي يصنعُ عوالم عاطف عبد العزيز، بما يؤثثها بصرياً وما يتناسل منها أسئلة تتفاقم كظلال للمدينة الصاخبة، كغبار يعلو الوجوه والأشياء والذاكرة، لتُمسي الاكتشافات والخيبات الآنية مسرحاً للأحداث البسيطة وحوادث القلب، ناهيكَ عن التماهي في الآخرين ولا يبدو أحدٌ في مرآة الشاعر غريباً أو أكثر غربة من الشاعر نفسه. في قصيدة "تلك الأصواتُ"، نقرأ: فِي مَدِيْنةٍ كمَدِيْنَتِنا غَرِيبَةِ الأَطْوَار، وَتَحْتَ مَطَرٍ يَهطِلُ الآنَ فِي المَاضِي، كُتِبَ عَلَيَّ أنْ أكُونَ غَيْرِي. ورُبَّما أكُونُ أغْيَارًا عَدِيدِينَ يَتَنَاوبُونَنِي. أنَا الآنَ كَثِيرٌ جِدًّا .. بقَلْبٍ وَاحِدٍ. في قصائد عاطف عبد العزيز يمكننا التنقل، حين نُمسكُ بخيطِ السَّرد، بين أمكنةٍ عديدة، شوارع ومقاهٍ وحانات ونلتقي أشخاصاً سندركُ أننا التقينا بهم في منعطف ما، في لحظةٍ فاصلة بين زمنين مختلفين. تماماً كما التقى الشاعر بحبيبة أبيه وكتب: فِي الحَقِيقةِ، لم أَقوَ عَلَى إِخْفَاءِ دَهْشَتي عِندَما فُوجِئُتُ بخَصْرهَا الضَّامِر. خَصْرٌ ضامِرٌ رَغْم سِنِّها التِي كانتْ قد أوغلَتْ فيما بعد السِّتِّين. لم أَقْوَ، أيضًا، عَلَى إِيقَافِ اِنْثِيَالِ أَفْكَارِيَ الخَشِنَة مِنْ مِثْل: كَمْ مِنَ الرِّجَالِ، يا تُرَى، قد دنَّسُوا المواضِعَ التِي زَارَها ذاتَ يومٍ أبِي، وتَرَكَ بِها عَلامَاتِه؟ هل خَرَجَ إلى الوُجُودِ كائِناتٌ مِنْ هذا الجَسَدِ البَهِيِّ الذِي يَتَأوَّدُ الآنَ تَحتَ الضَّوْءِ؟ (كُنتُ أَعنِي بالطَّبْعِ، أولئِكَ الذِينَ كَانُوا مِنَ المُمكِنِ - لو سَارَتِ الأُمُورُ فِي مجرَياَتهِا- أن يصَيرُوا أخوَتي) شَاقٌّ، أنْ يرَى المَرءُ حَبِيْبَةَ أَبِيْهِ الرَّاحِلِ صُدْفَةً، أو غيرَ صُدْفَةٍ. فَحِينَ اِلتَقْتْ عُيُونُنا، خُيِّلَ إليَّ لِلَحْظَةٍ أنَّها عَرَفتْنِي، كَما خُيِّلَ إليَّ أنّ الكَأسَ اِرْتَعَشَتْ فِي يَدِهَا المعْرُوْقَة، حتَّى إنّني اضطُرِرْتُ إلى الاِعْتِذَارِ لَها عَمَّا لم أَفْعَلْ، بعدَ أن تَذَكَّرْتُ ذلكَ الرَّجُلَ المِسكِينَ الذِي اِنْتَابَتْهُ الرِّعْشَةُ فِي فِراشِ الموْت، حينَ وَصَلَهُ صَوْتُها مَرَّةً مِنَ المِذْياعِ البَعِيدِ. في ديوانه الحادي عشر هذا، تنفتح تجربة الشاعر عاطف عبد العزيز على مساراتٍ وإن بدت مألوفة، غير أنها تحيلنا على خبرة وذكاء تعكسان التراكم والاشتغال على مدار عقود من الزمن لمشروعٍ شعري متميز في كتابة قصيدة النثر. "شيء من هذا الغبار" مجموعة شعرية هي الحادية عشرة في مسار الشاعر المصري عاطف عبد العزيز، صدرت في 80 صفحة من القطع الوسط، ضمن سلسلة "براءات" لسنة 2019، التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية. ------------ عاطف عبد العزيز: شاعر ومترجم مصري، مواليد القاهرة. صدر له أزيد من 10 مجموعات شعرية نذكر منها: "ذاكرة الظل"، 1993. "كائنات تتهيأ للنوم"، 2008. "برهان على لا شيء"، 2016. ولديه قيد الطبع نص توالدي مع الشاعرة غادة نبيل بعنوان: "تقاطعات". خريج مدرسة الفنون الجميلة، يعمل مهندساً معمارياً، وشارك في تحرير عدة مجلات وملاحق أدبية، بالإضافة إلى عضويته في مجالس ثقافية، خاصة ما تعلق منها بقصيدة النثر. تُرجمت قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والكردية. كما قدَّمَ عن الإنجليزية، شعراء عديدين إلى قراء العربية مثل: الهندية مامتا ساجار، والأرجنتيني ريكاردو روبيو، والمجري يانوس تيري.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
3 2 تقييم
15 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب شيء من هذا الغبار

    2