#ريفيوهات
"كن بريئا كذئب......مراوغة مخملية"
لاحظت مقالا -عن هذا الديوان- يشير لإمكانية الذئاب بأن تحوي فيها البراءة والحنو، لتتساوى مع الشراسة والخداع وفق وصف البشر، أضيف عليه بأن الشاعرة تقاسمت مع الذئاب تجربتها ومشاعرها من البراءة والشراسة "والتي من نوع خاص" بل والفرادة أحيانا في أجواءه الخاصة
--ليل مخملي "عن المشاعر المستترة"
-من تخصيص الشاعرة لمجموعة قصائد "أوراق من سيرة الليل" والتي تحاول تفسير العلاقة بين الليل والعشق، إذ تلغي وجوده طالما انتفى العشق وأهله في قصيدة تقاعد الليل، وتجسد معاناته بين أقلام الشعراء في قصيدة الليل يحصل على وظيفة وحنانه لفكرة التشرد، نفهم ما بسطته الكاتبة بتعبير "لغة الضوء" في قصائد مثل لمسة وأبدية راقصة، فمنه وضعت الشاعرة الليل كأرض ممتازة تتحرك عليها المشاعر بقوتها وعنفوانها "كما في مجموعة الفصول الأربعة " ورغم قوة اندفاعها كما في قصيدة عصر السرعة وقصيدة غضب، أو شدة يأسها في قصيدة فزاعة، تسعى للخفة للعودة للطفولة بأمنية يائسة في قصيدة رسالة إلى بابا نويل، أو بالقرب في قصيدة غرفة خاصة للحب
-ولعل تلك الخفة "الوصف الدائم للفراشة" ما يجعل في القصائد كونها تقترب من ملامسة كل شيء، خفة تشبه زهد الصوفي ورؤيته للأشياء، بل وفي تأويله للأسباب في قصيدة زوجة الشاعر بأنها سقطت لاعتقادها فراشة، وهنا ننتقل لمفهوم الكاتبة عن الموت بمثابة ولادة أو التحول لروح طليقة تلامس السماء، أو على الأقل نهاية سعيدة كما في قصيدة نافذة مفتوحة"وهذا ما لمسته في قصيدة ذات مفقودة من ديوان زهرة محاربة للشاعرة مروة مجدي"، وربما كذلك هي ما تجعل المرأة تبتهل بحبها في قصيدة "أدعية امرأة عاشقة"
--عواء "رغبة مشروحة مشرحة"
في مجموعة "الفصول الأربعة " وما كان من توترات المشاعر من النشاط إلى البرودة والذبول، شبها قويا بعلاقة يوليا وعادل في رواية تشريح الرغبة للكاتبة نفسها، ففي مجموعة الربيع والصيف نرى يوليا ومشاعرها الحاضرة وهي تستذكر علاقتها بعادل ومجموعة الخريف والشتاء نرى عتاب يوليا للافتراق المفاجئ "والذي نكتشف تراكماته" ومجموعة الموت وتذكر الخفة نرى مشهد ذكرته عن محاولة انتحار لعجوز ألماني في محطة تجاور محطة "الحياة الأبدية" فضلا عن تفاصيل الحياة في ألمانيا في مجموعة "يوميات ألمانية"، والذي نفهمه بأن الرابط هو التفريغ للمشاعر الحبيسة والمغلفة في أطر العادات ومستترة بين الأعمال الروتينية "كعواء الذئب" لكن هناك رابط أهم.
-في روايات مثل الوقوف على العتبات للكاتب الشاب محمد عبد الرازق أو رواية جنازة السيدة البيضاء للكاتب عادل عصمت لا يوضح المسافة بين البطل وقرينه أو العكس إلا العلاقة الحميمية، ولئلا تنفعل عليّ فأكتفي بوصفها نقطة تفسر الجفوة كما في بطل رواية الوقوف على العتبات وزوجته مي وتخيل مي ذاتها لطبيعة العلاقة، والتي أيضا تضيف لعلاقة نعمة وعثمان جفاءً أكبر "في رواية جنازة السيدة البيضاء "، ونخلص من هذا أن تلك العلاقات -رغم تحفظي- هي تفريغ للمشاعر واستيضاحها أمام صاحبها، تفريغ يجعل يوليا ترى العالم بعين أجمل في رواية تشريح الرغبة، أو يسود الرؤية في عين نعمة، كما أن البعد عن تلك العلاقة له نظر مغاير "كما في مناجاة يوليا لحبيبها وخوائها بعد اختفاء حبيبها"
ملاحظة: ربما في وجهة نظر الشاعرة بأن العواء هو ثورة كذلك على بعض القيم وتقريبا لأشياء بعيدة المنال لأبعاد وقواعد كما في قصيدة حب و قصيدة الجار الصيني و قصيدتي حلم متكرر وصيام
--ذئب بريء "سكر تفاحة الغواية"
كما في قصائد مصادفة وعزلة، نرى صورة التفاحة حاضرة بشكل قوي، والتي في رأيي ترمز للغواية، والفكرة الموروثة عن غواية حواء لآدم، وهي تدل على فكرة أن رغم استمرارية المراوغة على الحب والكره والتسامي والهبوط، تظل الغواية يتقاسمها المحب وحبيبه، يتجرعه ويسقيه صاحبه، يذوبان من سكرها، ويتركان الذنب معلقا، إلى أن يحدث البين، وعند المعاتبة ترى كما رأينا على يوليا وعادل "ذئاب بارعة في المراوغة، لكن لا ذنب عليهما".
الخلاصة: تجربة جميلة، رغم قصرها وعدم اعجابي بقليل من القصائد إلا أنني سعدت بتحليلها واكتشاف أفكارها وروابطها