الصخرة مصابة بفوبيا المرتفعات، ولذلك تسقط دائماً. والأشجار تحاول، في كلّ مرّة، أن تفصل السماء عن الأرض، بالقوّة أو بالحيلة. سنرقص، حتماً، في النهاية. ماذا نُسمّي الرقصة؟ ليس مهماً: يكفينا أننا تركنا أقدامنا هناك.
•••
خوف الكائنات
نبذة عن الكتاب
صدر حديثاً عن منشورات المتوسط مجموعة شعرية جديدة للشاعر المصري ياسر الزيات، حملت عنوان "خوف الكائنات". في مجموعته الجديدة يستدعي ياسر الزيات "الكائنات" ليحاورها، يُسائلها، ويرجُّها لدرجة الخوف، متقمِّصا أدوارها حيناُ، ناصباً لها الفخاخ والمكائد اللغوية حينا آخر، حتى تصبح كائناته هو، لا يمكنها مغادرة عالمه الخاص، شعراً وحياة وتفاصيل مهملة، إلا لتستقر في كتاب. وحين نشرع في اكتشافها نعرف أنها، أي الكائنات، مثلنا تخاف من المجهول، من الاحتمالات التي لا نهاية لها، من لعب أدوار على خشبة الحياة المعتمة، والاهتزاز مع خيط الضوء القادم من الفراغ، من اللامكان. يُحذِّر ياسر الزيات "الشعر"، وهو يتحدث إليه ككائن، من الكلمات، التي في نهاية المطاف "تصرخ، وتهزّ كل شيء". قبل أن يمضي صاحب "أحسد الموتى" مع الشعر، يتبادلان الأدوار في لعبةِ مرايا، تتشابك فيها الظلال، وتطارد فيها الأشباح الهاربة بعضها البعض، ليقتفي أثرها من له أيضا مجموعة "دمي ملوث بالحب" وكأنه "يلهو بالموت كطفل، وبالحبّ كمراهق، وبالحُرّيّة كعجوز ضلّ طريقه إلى الحياة." ونقرأ لياسر الزيات في كتابه الجديد هذا: ستُمطر بعد قليل، فلتختبئ الكلمات والمجازات والاستعارات. لا أحد يريد أن يُبلّل اللغة، ولكنْ، لا أحد يفكّر كم هي عطشى، وكم تحنّ إلى رقصة جديدة تحت غيمة. ليس مهماً، ليس مهماً أبداً أن تسعد اللغة، فالمهمّ ألا تفسد، ألا تنمو عليها الطحالب، ألا تأكلها الطيور الجارحة. وعندما ترونها تتحوّل إلى جدار أو شجرة أو جثّة أو حبّ قديم، فاعلموا أن اللغة خائفة، أنها خائفة وحزينة، وأن هذا ما يجعل الكلمات يتيمة وضائعة.... لعلّ حيرة العنوان تظلُّ ماثلة، إن لم نقرأ ما تخفيه نصوص الزيات التي جاءت بلا عناوين، وبلغةٍ لا يغفل أحدٌ أن صاحبها يمتلك حرفة صانع تحف نادرة، ينحتها بهدوء وذكاء، قبل أن يعرضها في صناديق زجاجية شفافة، نحتاج أكثر من حجرٍ وهزَّة شعرية حتى ينكشف سرُّها للعلن. "خوف الكائنات" لياسر الزيات، مجموعة شعرية صدرت في 64 صفحة ضمن سلسلة براءات التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2018
- 59 صفحة
- [ردمك 13] 9788885771277
- منشورات المتوسط
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب خوف الكائنات
مشاركة من آلاء فودة
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz
"رأيت الموت قادماً من بعيد، ورأيت الكائنات تفرّ، رأيت الجبل يزحف صارخاً، والسماء تضيق…
تعلمت الكراهية في اللحظة الفاصلة بين الرصاصة والطائر، بين نظرة الصياد وعين السمكة، وتعلمت البكاء." - خوف الكائنات لياسر الزيات
قرأت بالأمس ديوان شعر لياسر الزيات بعنوان خوف الكائنات، والحق أني عوضاً عن الشعور بالخوف، فقد اختبرت عاطفة هائلة وتعاطفاً عميقاً مع الجبال والغيم والشجر وضفادع النهر وذئاب البراري، وهو ما يعني وصول أبيات تلك الأشعار إلى وجداني دون عناء.
الأشعار قصيرة، مركزة، دون زخرف أو تكلف، ودون إقحام استعارات وكنايات تُخل بتدفق المخيلة، وهو ما جعل منها وحدة متكاملة إلهاماً وبناءا. ومن خلال مجموعة من الاستدعاءات، نجح الزيات في فتح نوافذ النفس على آفاق الكون الرحيب، مؤنسناً الجبل والنهر والغيمة، كي نصغي بأذن الدهشة إلى لغة ملكوت متناهي التداعي.
نحتاج إلى المزيد من الشعر كي نرى عبر ضباب الوجود.
#Camel_bookreviews
-
إيناس كمال
الكتاب تجربة جديدة ومختلفة مكتوبة بروح شاب وخبرة مصقلة من كاتب موهوب أحسست من خلال القراءة انني توحدت مع الكائنات المحيطة بي سواء كائنات حية كالطيور والحيوانات او غير حية كالشجر والزهور والقمر والشمس الخ