غداً ندفع فاتورة عن الهواء الذي نتنفّسه في هذا البلد. وإذا عجزنا عن الدفع، فقد يحرموننا من الهواء الطلق”.
الحلم الألماني
نبذة عن الرواية
يقول الناشر عن هذا الكتاب: هي هزلية فلسفية أكثر منها رواية، أو هي هزلية اختار لها الكاتب قالباً روائياً، ربما لأنه يفتح أمام الكاتب أفقاً أوسع للتفكير أو بالأحرى للتجربة. شخصيات مفهومية، لا ريب، تلك التي نلتقيها هنا، وفي الآن نفسه، شخصيات من لحم ودم، هاجرت أو دُفعت للهجرة، لأنه لا وطن لها ولا حق لها في انتماء. هاجرت، محملة بأوهام كثيرة، وما هذا النص سوى محاولة لاستعادة تلك الأوهام التي نفقدها الواحد تلو الآخر، في طريقنا إلى الوهم. تدور أحداث هذه الهزلية في مدينة فرانكفورت الألمانية، وتقوم كلها على حوارات متعددة ومتداخلة، هناك دائماً نص أو نصوص مرئية وأخرى مضمرة، بطلها الوحيد هو البرد، البرد القارص، المنفلت من عقاله، الذي يلقي بظلاله على الشخصيات المختلفة، ويعبر عن نفسه في لغة مقتضبة، شذرية، وفي الآن نفسه، مغرقة في الواقعية. برد يشتعل في الأعماق.. برد هو نقيض الوهم. من الرواية: “لقد سرقوا وجهي في غفلة مني. كنتُ مستغرقاً في النوم، لمّا دلف أحدهم على أطراف قدميه إلى غرفة نومي، وسرق وجهي دون أن يثير أدنى جلبة. وهكذا حين استيقظتُ في الصباح، لم أجد وجهي. أخبرتُ الشرطة الديمقراطية، لكنهم سخروا مني جميعهم. قال أحدهم، إنني لا أحتاج إلى وجه، وضحك الآخرون”. --------- رشيد بوطيب: كاتب ومترجم مغربي، درس الأدب والفلسفة والعلوم الانسانية. صدرت له كتب بالألمانية والعربية. يقيم في ألمانيا.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 124 صفحة
- [ردمك 13] 9788899687533
- منشورات المتوسط
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية الحلم الألماني
مشاركة من Sara Slim
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Khaled Sharif
"أفضل الألم على الوهم. لا يمكننا أن نغير أنفسنا. حتى نغيرها، يجب أن نغير العالم من حولنا. لقد سقطنا في حفرة، لا قرار لها".
رواية "الحلم الألماني" للكاتب المغربي "رشيد بوطيب" هي رواية قصيرة فلسفية ووجودية تطرح عدة مواضيع بلا تحفظ أو تذويق، وتطأ أرضاً خصبة؛ وهي المعاناة التي يتلقاها المهاجر المغربي/العربي في المانيا، والأحكام المُسبقة التي تُطلق عليه، فقط بسبب لون بشرته، أو اسمه، أو دينه، فيهرب المهاجر من بلده، يحلم حلماً ألمانياً، عن جنة يكون فيها حُراً ويشعر فيها بأنه إنساناً، ففي أوطاننا، لا نستطيع حتى التنفس، ليجد المهاجر نفسه في وجه زيف، وأن الحلم يُصبح كابوساً، ولكنه يظل أهون من نيران وطنه، على الأقل هنا، يسمحون لنا بأن نتنفس!
"لا مهرب من المعاناة، ولا مهرب من الموت. لكن؛ يُمكننا أن نعيش بدون معنى. لا نحتاج إلى معنى، وهذا ما قد يخفف علينا المعاناة، وما يجعلنا نعيش ونموت دون أن نفكر بالموت، ودون أن نُنغص حياتنا بالتفكير في نهايتنا المحتومة."
ويتخذ الكاتب من "لولو" وجسدها، نقطة إلتقاء للعديد من الشخصيات، التي وجدت نفسها بين شقي الرُحى، بما فيهم "لولو" نفسها، لنجد أنفسنا في سلسلة من النقاشات العميقة، التي تهدف إلى جعلنا نفهم حقيقة هذا العالم، رؤية الغرب لنا كعرب مهاجرين لأوطانهم، والعنصرية التي مهما رشوا معطرات الحريات واللجوء، ستجد رائحتها القذرة موجودة، حتى في أكثر الدول التي تُطنطن بشعارات الإنسانية وحقوقها وإلخ، إنه العالم الذي نعيش فيه، شئت أم أبيت.
ختاماً..
رواية مؤلمة عن الهجرة التي تُجبرنا عليها أوطاننا، وعن الظن بأن الارتماء في حضن بلدآ آخر سيُنجيك، هي رواية عن نارالوطن، ونار الغربة، والتقلب بينهما، رواية هامة، ولا بد من قراءتها، وستنبهر بكل ما جاء فيها، وأن كل ذلك جاء في 112 صفحة فقط!
بكل تأكيد يُنصح بها.