للكتاب حسنات يتقبلها العقل وتستسيغها النفس كما أنّ له مآخذ بحكم ديانة غاندي وفلسفته الخاصة في الحياة بامكان القارئ الاستفادة مما يراه مفيدا ويترك الأفكار الغريبة جانبا لأصحابها
غاندي أراد أن يعيش حياة الزاهد، المتجرد بكل ما تحمله الكلمتين من معنى، وهذا حقه بالتأكيد، وأظنه نجح في ذلك ولكن لا يصح أن تخرج على الناس بكتاب لا تدعمه مصادر طبية ولا علمية، وتروج لأن هذا هو الصواب، وعلينا أن نكون مثلك إن أردنا ذلك، وإلا خالطتنا الأمراض والعلل !
بعض مما طرحه غاندي صحيح لسلامة الجسد كالهواء النقي، والرجوع للطبيعة، والمشي لساعات والرياضة وغيرها ولكن الباقي خالي من الصحة !
الكتاب يحكي تجربة شخصية، تم ممارستها في ظروف معينة، بدوافع معينة، لرجل أحب الزهد ومارسه ونجح فيه ولكن ليس معنى هذا أن ذلك هو الطريق الأوحد للحفاظ على صحة جيدة، ومن ثم الارتقاء بها لتنعم بروح سليمة !
كان الكتاب سيكون أجمل لو زود ببعض المصادر الطبية والعلمية، تم تطبيق ما جاء به على شريحة عظمى من الناس في بلاد مختلفة تتمتع بأحوال جوية مختلفة وظروف عمل مختلفة
لقد خلق الله هذا الكون، وجعل لمعيشتنا فيه ضوابط نتحلى بها، وضع لنا ميزان كل شيء إن أختل هذا الميزان بالزيادة أو بالنقصان، فمخاطر ذلك مسئوليتنا للإفراط والتفريط
وليس لخطأ فيما خلقه المولى عز وجل، وهدانا لاستعماله العلم جانب مهم لا يمكن إغفاله، ولا يصح تجاوزه، ولا تهميشه. وهو أيضًا بميزان إن اختل، فالعيب فينا في سوء الاستخدام، أو لأننا طبقناه دون تجارب كافية.