عودة إلى كتابات الراحل "عبد الوهاب مطاوع" بعد انقطاع طويل نظرا لأنني قرأت معظم أعماله إلا القليل الذي أحتفظ به غير مقروء كجواهر ثمينة ألجأ إليها وقت الضيق فتسر ناظري وتبهج فؤادي. وهكذا اخترت هذا الكتاب أغالب به حر الصيف وعدم الاستقرار الذي غالبا يسود الاجازات.
هبت ريح الكتاب كنسمة صيف باردة أنعشت روحي على الرغم من أن الكتاب يسرد العديد من المشكلات الاجتماعية التي كانت ترد لبريد الراحل "بريد الجمعة"، إلا أن عذوبة الردود بل وعذوبة سرد المشكلات وصفاء روح معظم أصحابها خففت من وطأتها وأسالت من عيني دمع الشفقة والرحمة والغضب والفرح تبعا لكل مشكلة.
وبطبيعة الحال علقت في ذهني بعض الرسائل التي تحمل ألما زائدا يعجز الكثير من البشر عن تحمله لولا فضل الله ورحمته في إلهام أصحابها الصبر، أو صدفة عجيبة يصعب تصديق حدوثها لولا إيماننا بأقدار الله التي لا راد لها، أو حلما وأملا بسيطا تبلغ بساطته حد التعقيد لولا كرم الله وفضله على عباده.
الكتاب قديم والرسائل أقدم، والكلمات والسرد وطبيعة المشكلات والرد تشي بذلك، ولست أدري أكبرت ونضجت حتى لأختلف أحيانا مع ردود أستاذي الراحل أم أنني اكتسبت طبع سوء الظن والحذر على كثرة ما قرأت وسمعت من المشكلات في زمننا الحالي أم أن طبيعة الحياة والبشر اختلفت فعلا ولو عاش بيننا الراحل الآن لربما اختلفت ردوده؟!
ومع ذلك؛ فالكتاب من أعذب ما يكون ككل مؤلفات صاحب القلم الرحيم؛ وأنا يأسرني الكتاب العذب الذي يمس القلب والوجدان دون افتعال.