أبدع المؤلف في بناء الشخصيات إجمالاً والتدرج في تشكيلها، الأمر الذي يبني لها مع القارئ علاقة وارتباط مسبق وحدسيّ قبل تمام و اكتمال جوانب الشخصية (سعاد الكبيرة مثلا) ، أيضا أعجبني من المؤلف تأسيسه لبعض مكونات الرواية (كاللوحات) التي وجدها إبراهيم في الشقة, حيث تتكشف خيوط معانيها مع انسياب احداث الرواية كخيط من حرير يمتد من أول الصفحات وحتى آخر المشاهد.
أما الحبكة المنتظرة للرواية فتكاد تتجلى للقارئ بعد خطوات غير بعيدة من البداية إلا أنه يتقبلها بابتسامة رضى واقتناع عندما ينكشف عنها ستار الأحداث تباعاً.
لا عجب أن ينال المؤلف جائزة عن هذه الرواية ففيها تماسك والتزام بنائي عالي على الرغم من أن موضوع الرواية (التقمص) في رأيي هو أضعف المكونات فلم أجد جوابا لتساؤلي أن "لماذا يحدثنا الكاتب عن تناسخ الأرواح) ؟!
تمنيت أن يترك النهاية مفتوحة لتبقى الرواية في منطقة وسط بين الخيال والواقع ويترك للقارئ اختيار مصيرها الذي يعجبه.