العاصية
تأليف
أنطوان فرنسيس
(تأليف)
نقل البطريرك اسطفان الدويهي في "تاريخ الطائفة المارونية" حاشية من كتاب للصلاة عثر عليه في إحدى مغاور وادي قنوبين كتبها راهب متنسّك عام 1283 جاء فيها:
"في شهر أيار سارت العساكر الإسلامية إلى فتح جبة بشري وصعدت إلى وادي حيرونا وحاصرت قرية اهدن حصاراً شديداً. وفي تمام الأربعين يوماً ملكوها فنهبوا وخربوا القلعة التي في وسطها... ثم انتقلوا إلى بقوفا وقبضوا على اكابرها وأحرقوهم في البيوت... وبعد أن وضعوا السيف في أهالي حصرون وكفرصارون وذبحوهم في الكنيسة زحفوا في شهر آب إلى الحدث فذهب أهلها إلى العاصي وهي مغارة منيعة فيها صهريج ماء...".
تسلط رواية "العاصية" الضوء على تلك المجزرة الجماعية المترسّخة في الوجدان الماروني، والتي تناقل اللسان الشعبي أخبارها جيلاً بعد جيل. لقد بنى انطوان فرنسيس، الكاتب والصحافي والباحث في تاريخ الموارنة، أساس روايته على وقائع حقيقية، واستند إلى المراجع والرسائل والمعاهدات والوثائق التي كشفت له تواطؤ المماليك مع أعدائهم الصليبيين الذين وافقوا على هجوم التركمان على جبة بشري لاعتقال البطريرك الماروني الذي تمرّد على إرادة ملك طرابلس الصليبي...
نسج الكاتب أحداث روايته بأسلوب أدبي جميل يهزّ وجدان القارئ ويوصلُ إليه الفاجعة واضحة صارخة موجعة كما يوم وقعت قبل 736 سنة.
"العاصية" رواية مفعمة بالأحاسيس الإنسانية، جوهرها روح الصمود والمقاومة في جبل لبنان التي لم تتوقف عبر التاريخ.
في "العاصية" مقاربة جديدة لأسباب هجوم المماليك على جبة بشري عام 1282 لم يتطّرق إليها المؤرخون من قبل.