التوراة تثبت أن فلسطين عربية
تأليف
دعاء الشريف
(تأليف)
كل يوم يمر تسقط من ذاكرة الكثيرين حقائق جلية غلفتها غشاوة الباطل بفضل الالة الاعلامية الصهيونية الضخمة التي تسيطر علي غالبية منافذ الفكر في جميع انحاء العالم . فقد اصبح التزوير هو الاصل والكذب والتدليس هو الحقيقة حتي ضل الكثيرين منا في متاهات التاريخ والتبس علينا الامر لدرجة انني سئلت في احد الندوات التي حاضرت فيها من قبل بعض العرب عن الحقوق التاريخية ليست للشعب الفلسطيني، وانما للشعب الاسرائيلي في أرض فلسطين. شعرت وقتها بفداحة الجريمة التي ارتكبتها الحركة الصهيونية ولا تزال، وكأن التاريخ قد انقلب راسا علي عقب واصبح للباطل حق يؤرخه ويثبته بينما أصبح الحق نفسه دفينا تحت أكواما من الزيف والكذب والتلفيق لا يلتفت اليه ولا يبحث عنه أحد بل ولا يذكره ذاكر .
ولأن التاريخ كما يقول الشاعر الفرنسي "بول فاليري" هو أخطر محصول أنتجته كيمياء الفكر فلابد لنا من استخدام تلك الكيمياء في البحث العلمي الأمين الذي هو وسيلة موضوعية فعالة تهدف للوصول إلى نتائج تسمى بالحقائق التاريخية.
فالكذب لا ينسجم مع العلوم التاريخية لان ذاكرته قصيرة والتاريخ ذاكرته عميقة بل هو الذاكرة نفسها بوقائعه وأحداثه لذلك فالتضليل لن يصمد طويلا أمام كل بحث تاريخي أمين يحاول أن يجلو الحقائق ويكشف بالوثائق والادلة ما غمض عن الاذهان.