الخطوة الأولى في حل أي مشكلة هي الإقرار بوجودها أصلا، ثم يتلو ذلك التعريف بها وبيان أثرها. ثم يأتي لاحقا دراسة الجذور وطرق الحل والتي بالغالب اجتهادات تصيب وتخطئ.
شنت لينا هجمة مزدوجة على مشكلة المناطق المهمشة (أو بالأحرى منظومة المناطق المهمشة وما تتضمنه من فشل في قوانين ومؤسسات مهترئة تزيد الطين بلة أغلب الأحيان) في الأردن في هذا الكتاب، فهي طرحت المشكلة أمام الجميع بحيث يصعب تجاهلها، وفي نفس الوقت أظهرت للجميع وبشكل واضح وصريح لا لبس ولا خلاف فيه أثر هذه المنظومة على ضحاياها رجالا ونساءا وأطفالا، مواطنين ووافدين.
عتبي الوحيد على الكتاب انه كتاب "صحفي" يسرد القصص وبتفاصيل شاملة، لكنه لا يتضمن أي تحليل أو دراسة لأصل المشكلة، ولو حتى تحليل شخصي للكاتبة. خلال حفل إطلاق الكتاب ذكرت لينا شنك انها فعلت ذلك عمدا، وأنها تريد من القارئ تكوين أفكاره الخاصة. أعتقد ان في ذلك خسارة للقارئ، وجود فصل في الكتاب للمؤلف الذي شاهد وعاين وكلم الناس ودخل بيوتهم سيخدم القضية بطريقة تختلف عن تعليقات القراء الذين قد تكون نظرية بحتة.
ملاحظة أخيرة، هذا الكتاب خالٍ من الأخطاء المطبعية، باستثناء خطأ واحد في حواشِ الناشر، إنجاز نادر في الكتب العربية.