الجزء الثاني من مغامرات 101 لحل ألغاز التاريخ والحاضر. وجدت هذا الجزء أفضل من سابقه وأكثر إمتاعاً وفائدة ومليئاً بأحداث تاريخية أكثر أهمية وفائدة وعدداً.
فبعد كشفه لسر بربروسا، انتقل بطل القصة للبحث عن حل للغز أريوس عارضاً لنا معلومات تاريخية هامة عن حقبة تاريخية قلما تتناولها الروايات بالبحث أو العرض أو التحليل.
فتطرق في حل هذا اللغز إلى مواضيع تاريخية وجغرافية شتى، تدرجت من الحديث عن الحشاشين الجدد وقراصنة القديس يوحنا إلى المسيحية الأولى وتاريخ آريوس وحياته ومذهب الآريسيين وأبرز شخصيات هذا المذهب وصراعهم مع المذاهب المسيحية الأخرى، وتاريخ الأباطرة الرومان الأوائل ومجمع نيقيا.
كما تحدث عن علاقة نيوتن ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، وإسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه بالآريسيين.
وشرح أيضاً على طول الرواية رموزاً تاريخية معروفة في يوم الناس هذا دون أن تُعرف نشأتها أو سببها، كالرقم 23، والحرف إكس وشيفرة إنجما.
وانتهى بنا إلى لغز آخر لا يقل متعة وأهمية وهو "الفاندال" ليجعله عنوان الجزء القادم من السلسلة.
كانت الرواية جيدة من حيث التاريخ والمعلومات التاريخية وانتقاء المواضيع وربط الأمور ببعضها وتحليلها، ولكن الأسلوب الروائي وجدت فيه بعض الحشو أو الركاكة أو النحو إلى مناحي حوارية أو قصصية مناسبة للناشئة من القراء لا الكبار.
كما أن الفصول التي تطرقت لطفولة نضال وجدت فيها بعض المبالغة وبعض التقليدية في بعض الأوقات، ولم أر داع لإضافتها. فلم تكن تغن ولا تفيد المعنى ولا المبنى الروائي برأيي.
يمكن القول بأنني أحببت الموضوع وعرض التاريخ والسرد ولم أحب الحوارات أو التفاصيل الروائية.
على العموم كانت الرواية ممتعة ومفيدة إلى أبعد الحدود، قرأتها بجلستين مطوّلتين وأحببت كل ما فيها تقريباً.
أتمنى أن تستمر هذه السلسلة لتشمل شخصيات وأحداث تاريخية أكثر فأكثر ،وأن يجعلها الكاتب سلسلة لا تنتهي (مثلما يفعل دان براون في رواياته التي أعتقد جازمة بأن الكاتب استقى جزءاً كبيراً من أسلوبه وتقسيمه الروائي وسرده التاريخي منها)، خاصة وأن المؤلف قد بدأ نهجاً جديداً لم ينهجه كتابنا العرب من قبل فيما يتعلق بالروايات التاريخية والإسلامية الهامة والمثرية لما في جعبة المسلمين من معارف.
كما أن هذا النوع من الروايات يحبب القراء بالتاريخ وقراءته واستكشافه، ويعرّفهم بوقائع حدثت بالفعل ويبين لهم أن قراءتها لا تقل إمتاعاً عن قراءة الروايات الخيالية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فيشجع هذا النوع على التوجه لقراءة الواقع ومعارفه دون الخيال وتفاهاته.
أربع نجمات أضعها لكل شيء، وواحدة تسقط لبعض الهفوات التي ذكرتها.