اقتباسات من رواية ‫سهم غرب‬

قالت لي أمي يومًا أن الرجال لا يحبون المرأة التي تُبدي اهتمامًا بهم؛ الرجال يُغرمون بذلك النوع المتباعد، المُتحدي، ذلك النوع الذي يُشعرهم أن عليهم القتال للحصول على كعكة فوزهم.

البدايات دائمًا ما تكون عاصفة. ثم تتدرج لتصبح مُنمقة، جميلة، هادئة. بعد فترة تظهر الاختلافات ويتبعها في الظهور (الجدل غير المنتهي). وشيئًا فشيئًا يخفت كل شيء.

لهذا قررت بهذا الوقت عمل شرنقة داخليَّة، أقوم بفك خيوطها في أحد الأيام؛ لأخرج فراشة متألقة لامعة مبتسمة لأقول: الأشياء الجيدة تحدث لأولئك الذين ينتظرون، يصبرون، ويقاتلون في جَلَد!

(يجب أن يتركك البعض يا صغيري، إن حياتنا كالروايات، هناك أبطال وهناك شخصيات ثانوية.. كل شخص ثانوي له دور معين يؤديه ثم ينصرف، وهذا الدور يخدمك أنت، يخدم حبكة حياتك، ويدع الطريق فارغًا أمام الشخص الصحيح).

كنت دائمًا أبتسم وأنا أشرب القهوة.. أضحك وأشعر بالراحة.. ففنجان واحد من القهوة قادر على جعلي أسبح بعيدًا عن الجميع، يختزل الوقت، ويختصر المكان.. يجعل كل شيء حولي يتفتت.. يتبعثر، ويتلاشى.

قالت لي أمي يومًا إن حبيب البارحة قد يصبح عدو الغد، قد تقابلين أحدهم صدفة مرة وتتساءلين كيف تغير وكيف تغيرت.

لم آمل بشيء حقًا لأن الأمل يصبحُ شيئًا مؤذيًا عندما يتعلق بالآخرين.. لقد تعلمت ألا آمل.. ألا أتوقع…

‫ لهذا يا صغيري عليك ألا تأمل كثيرًا، ولا تتوقع إلا ما تستطيع أنت صنعه وحدك دون أحد؛ لأنني أخشى عليك يا صغيري؛ فخيبة الأمل قد تُسبب موتًا إكلينيكيًّا لبعض المشاعر داخلك. تلك المشاعر لن تستطيع إحياءها من جديد مهما استمت في المحاولة.

قيل قديمًا إن آخر شخص تُفكر به قبل نومك هو من ينتمي قلبك له حقًا.

‫ قيل أنه حيث كل حُب كبير توجد أمنيات كبيرة، وأن المشاعر الطيبة.. مشاعر الحُب الطيبة دائمًا ما تجد طريقًا لها في الوصول إلى القلوب المقصودة.

لقد قررت يومًا أن ألقي جميع أحلامي من أجل أحد الرجال، وفعلت.. وما كان منه غير أن ألقاني.

لم أنتمِ يومًا لذلك النوع الذي يعقد آمالًا عالية حول الأشياء والأشخاص لأنني أعلم جيدًا أن أسوأ مسببات الحُزن (خيبة الأمل).

قالت لي أمي يومًا: أن الرجال يستخفون بالمرأة التي تُعطي كثيرًا؛ بالبداية يستدرجونها، ثم يمتصون كل شيء تستطيع منحه.. عندها يبدأ الاستخفاف الذي ينتهي حتمًا بالتخلي.

عندها أدركت أنني مُجرد موجة أخرى تصل إلى الشاطئ ثم تختفي..

‫ وددت بذلك الوقت يا صديقي الصغير لو يتفهمني أحدهم، لكن الحياة علمتني كراهية ذلك النوع من الأشخاص الذي يدعي التفهم، ومعرفة حقيقة ما أشعر به.

‫ لأنه لا يفهم، لا يعلم، لم يمر بكل معاناتي.. هو ليس نسخة مني، لا يعرفني.. ليس بمكاني لذلك عليه فقط أن يخرس!

لقد قالت لي أمي يومًا –رحمها الله- إن كثرة اللوم تُفسد العلاقة بين الرجل والمرأة.. لكنها لم تقل لي إن قلتها لها التأثير ذاته!‏

يُقال دائمًا إن الحُب الأول يتعلق بالذاكرة، جزء منا يظل مخلصًا له، لقد أخبرتني يا صغيري أن عقلنا يجعل ذكرياتنا أجمل مما تبدو عليه في الحقيقة.

لقد علمتني أمي أن الأجنة المشوهة أول من يمقتها آباؤها؛ وهذه هي حقيقتي التي حاولت الهرب منها لكنني أبدًا.. لم أفلح في التخلص من كينونتي.

لقد أردت دائمًا حمايتك من رؤية نفسي المشوهة البغيضة تلك، تلك النفس التي اعتزلت الجميع ظاهريًّا فقط؛ لأنها تعلم جيدًا بأن لا أحد يرغب بها حق

إن مُجرد التفكير بأن الحياة ستحمل لنا أيامًا جميلة تعوضنا عن جحيم الماضي مُجرد أمنيات نخدع بها أنفسنا. لا شيء يتحسن بل كل شيء ينتقل من سييء لأسوأ.

«لماذا يقولون كلمة أحبك كثيرًا؟!»

‫ «لأنها مجانيَّة.»

‫ «لابد أن يفرضوا عليها ضريبة إذن!»

‫Me too flower

‫«دراما كوريَّة»

أنا طريدة الذكريات السيئة.. فريسة صغيرة علقت بشبكة عنكبوت ضخم.. لن يتركها أبدًا.

(لا تنظري خلفك يا أروى.. لا تنظري إلى الأشخاص الذين تركوكِ)

‫ أجبتك ببساطة وسخرية:

‫ (لا يُوجد شيء جميل كي أنظر إليه على كل حال).

‫ (المستقبل أجمل بكثير).

‫ (لهذا أحرق كل أوراقي القديمة، كي لا أجد ما أتذكره. أعمل على تشويه الذكريات السعيدة كي لا أغرق بدوامة التفكير والتحسر…)