❞ ربما أحتاج لقلبٍ شابٍ غض، قلبٍ أبيض نظيف بدلاً من هذا المحتقن بالنيكوتين والانفعالات، وجراحة لن تستغرق سوى بضع دقائق، سوف أنجح إثرها، في الغالب، في تمديد عمري قليلاً حتى أبصق غضبي ونقمتي وقنوطي في وجه العالم، أو في مؤخرته، ما دام عمري كله لم يمنحني برهانًا على أن هناك من يستحق الحب، فأموت لأجله.. «راضية». ❝
حائط غاندي
نبذة عن الرواية
ضغطتْ الزر مرة ثم أخرى، في الأولى رأيتُ الملامح الأسطورية لبطل، وفي الأخرى ظهرتْ ملامح مجرم، وكلتاهما كانت مختلفة عن صورته العادية بالقميص الأبيض وربطة العنق الرمادية؛ لشدّ ما بدتْ المسافة.. شاسعة بين الشاشتين كعالمين متباعدين، أما المسافة بين الحياة والموت.. فلم تكن تلك الملليمترات القليلة بين الزناد وإصبع القناص.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 158 صفحة
- [ردمك 13] 9789778200096
- كيان للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية حائط غاندي
مشاركة من Mohamed Osama
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Osama
#ريفيوهات
"حائط غاندي.....كوكتيل الشتات وطوب حر"
- مما يعجبني في المجموعات القصصية، أنها وعلى رغم اختلاف كل قصة عن الأخرى من حيث الفكرة أو طريقة العرض وطبيعة الشخصيات، إلا أن هناك رابطا "أو أكثر" يجمع تلك القصص ويصفها بجانب بعضها البعض، صانعة منها صورة واضحة، تحول المجموعة-من قصص متفرقة مستقلة- إلى وحدة واحدة "أي تحمل شخصياتها نفس الهم والصراع".
-لكن المختلف في تلك المجموعة-ببعض القصص- أن التباين والاختلاف يمتد للشخصيات نفسها في القصة الواحدة، فلكل منها عقدتها وهمها المنفصل" كالاختلاف بين صاحبة البقجة الدمور وبين صاحبة الحقيبة البيضاء و كذلك حقيبة غاندي بقصة رسائل بظهر الغيب "، ويرجع ذلك إلى التقاط الكاتبة لصور متعددة من حياة متسعة مشتتة "كشتات شخصية قصة عنوة" يقف عندها المتأمل محتارا من إعطائها وصفا "حتى وإن تقاطعت مع حدث واحد "، لأن لكل شخصية بصمة ما تجعلها لا تشبه إلا ذاتها.
-ومن خلال تلك اللقطات استطاعت الكاتبة بالنظر والتدقيق في تفاصيلها باستخراج رموز ودلالات تحاول أن تصف كل لقطة بجوار الأخرى إلى أن تكون جدارية مجمعة يمتزج بها عامل الزمن "كعنصر دال على الحكمة ربما" لتكون رمزا خاصا يكون مدخلا لفهم تلك الطبائع المتفرقة "فتتجمع فيه صور كلوديا كاردينالي وأينشتين وغاندي كما بقصة حائط غاندي"، سواء كان محددا بالتصريح "كشخصية الولا روقة في قصة عفاريت النزلة"، أو ملتبسا يحمل تأويلات عديدة "كشخصيات قصص رسائل بظهر الغيب، وقطار، والشارع"
❞ أغلق المنتزه الآن لأن هناك من تسلل ووضع بين صفوف المقاعد الخشبية حقيبة «نيرون». كان بداخلها قنبلة منزلية الصنع حسب خبراء المتفجرات. وجدوا بجوار الأشلاء بقايا بقجة دمور، وعدسات طبية سميكة، وشريط من حبوب منع الحمل، وورد دهسته الأقدام. ❝
- من قصة رسائل بظهر الغيب
-- حنين لقطعة البازل الناقصة
-وبالنظر أكثر في تلك الشخصيات في القصص كلها يظهر تساؤلا جليا، إن كانوا -كما ذكرنا سابقا- لا يشبهون إلا ذاتهم، والذي يعني تشبعهم بصفة الاكتمال أو الاكتفاء"كما في بداية قصة خوذة روميل" ، فكيف يقبلون التجمع ومن ثم التناغم مع لقطات مختلفة عنهم وبعيدة عن ذاتهم؟
-تكمن الإجابة في كلمة بسيطة، وهي المعاناة، فجملة "لا يشبهون إلا ذاتهم " مثلما تحمل مميزاتها "كما في حديث أصحاب الأطراف المبتورة بصفاتهم الفريدة"، تحمل آلامها وحيرتها بالانصهار مع مجتمعها وخاصة إذا مزقها فقدان ما، وهنا نرى تصميم الجدة في قصة "هذا البرام الفخاري بالذات" منطقيا لأنه يقيها من تشتت ذاتها كما تشتت بطلة شخصية عنوة بعد موتها.
"بل بعده قربه لا فرق بينهم
ازداد شوقا إليه غاب أم شهدا"
-البردة النبوية- تميم البرغوثي
-وعلى ذلك صاغت الكاتبة لتلك الشخصيات حنينا علاجيا، يتفاوت بمقدار الفقدان-وفي رأيي تقاسمت معهم نفس الشعور بعرضها للعلاقة بين غزة ومصر "مذكرة تقريبا بالحماية المصرية بعد حر.ب ١٩٤٨" - ومنه يحاولون السعي لصنع syndrome "متلازمة" تعيد لكل شخصية كمالها الخاص مرممة أثر ذلك الفقد، فنراه بتألم الزوج في قصة خوذة روميل، أو في ركض بطلة قصة جلد سلخته الشمس نحو الطفلة التي تذكرها بملامح عنها، وكذلك في إجراء علياء لوضع الإصيص في فردة الحذاء وأيضا في توهم زملائها أنها ستأتي إليهم برغم موتها في قصة "رسالة علياء "، أو بالتصبر بخلق منفذ للهرب كقصة مداد البحر
-ورغم أنه وسيلة لطيفة للتجاوز، إلا أن مداه قصير، ومن ثم يزول ولا يبقى إلا حسرة مضاعفة، على الأثر وأيضا على اكتشاف ضعفهم وكونهم صاروا مقيدين /محاصرين، لذكراهم، كما في حزن الجدة على قطار الأمانات المقدسة "في قصة رسالة علياء "، وخوف الطفلة الملازم معها في قصة "مراوغات بسيطة"، أو كما الدمعة الكبيرة بقصة حرير منزلي
ملاحظة: يمكن أن نرى صورة مقلوبة لذاك الحنين، أي نراه بين الأشياء والأشخاص، فنراها تحاول تكميل شخصيتها المفقودة وفرض كلمتها "كبذور الريحان بقصة خاتم، وتأويلات شجر الدر بقصة غبار"، أو تكتفي بالنعي وإلغاء قيمتها "كما في الخشب الزان الذي غزاه السوس بعد موت الخالة بقصة السن الذهبية"
-- خيارات جدار برلين "الاختراق أم الترنح"
-وأمام تلك الصورة، تحاول بعض الشخصيات "سواء أصابها السأم من تتابع الألم أم خافت من نفس المصير" بعض المحاولات اليائسة لكسر جدار الحكمة من التسليم بتابع الألم والطحن برحى الزمن والتجارب إلى النهاية المحتومة، والسعي-بتهور أحيانا- لولادة جديدة بذات متفردة، ومنه نجد محاولة شجر الدر بقصة غبار بكسر الرواية المكتوبة لقصتها وصنع قصة جديدة "عصرية غالبا"، وكذلك يهوذا -أو هكذا بدا لي- بقصة حكاية لوحة حين أعاد صياغة مفاهيم الخيانة والصداقة وفق تصوره
-لكن لأن محاولة كسر الجدار تتطلب طاقة وجهد كبيرين بالنسبة لأبناء الواقع "لذا اعطيت تلك المحاولات لشخصيات من الماضي، أو انتهى صلتها بالواقع كما قصة عنوة أو لها واقعية لها علاقة برمز ما كصاحب الدراجة في قصة رسالة علياء"، فإن الشخصيات تكتفي بالترنح على قمة الجدار نفسه، أو تصمم نقطة تحول تجيء إليها ثم تغادرها "كما الطفل بقصة رسم بقلم الرصاص أو صاحبة بروفايل القطط "للدلالة على الرقة " وبروفايل خالدة بنت الوليد "للدلالة على القوة" "
-ونتيجة للجمع بين النقيضين تستطيع أن ترى الشخصية صورة مجمعة لعالمها وتجربتها، حتى تقدر أن تزن بين الصفات، ومنه نرى أيهما تميل النفس في النهاية، لذا أتى السرد في قصتي "تلصص على أنفاس وجلد سلخته الشمس " مشتتا بين راويين .
الخلاصة: عمل لطيف جدا، سلس في معظم قصصه سواء في طريقة السرد، أو الحوار الذي جلب من نفس بيئة واقع القصص.
-
عزة مازن
في مجموعتها القصصية "حائط غاندي" ( 2016) تنسج القاصة والروائية عزة رشاد جدارية واسعة، وحداتها ٢٢ قصة قصيرة. في إتقان ودربة من يستخدم خيوط الحرير تنسج الكاتبة قصصها، فيمتزج فيها الواقع والخيال وتتداخل الأزمنة، وينفتح السرد على التناص الأدبي والتاريخي. تنفصل قصص المجموعة من حيث إختلاف المضمون وتنوع تقنيات السرد، ولكن يربطها خيط فكري وإنساني، وإحساس مرهف بالهم القومي تتوارى ملامحه في ثنايا النصوص.