ماذا بوسعي أن أضيف؟ نقضي حياتنا، ونحن نُطمئن أنفسنا بأنّ كل شيء سيمضي على ما يرام، فلا يمضي أي شيء على ما يرام. بودّي أن أتوقّف هنا، قبل أن أبدأ، لولا التفاهة المستفحلة التي تعصف وجداني، وتسبق خطاي.
كلهم على حق
نبذة عن الرواية
"تبرز الفوضى والتفاهة واللامبالاة، كسماتٍ ضرورية لفهم الحياة، وطرح التساؤلات عن الجدوى والنجاح والفضيلة، بنقدٍ ذاتيٍّ لاذعٍ يقوم به البطل، المطرب، وزير النساء، والمدمن على المخدّرات. تتغلغل الدعابة والمأساة في ثنايا هذا الكتاب لتجعل منه مسرحيّة تشهد لكاتبها على براعته في الإيحاء والاستفزاز معتمداً على الإثارة والتشويق والمفاجأة.فجميع الاحتمالات مفتوحة في نظر المؤلف. وجميع التأويلات منطقية؛ وجميع شخصيات الرواية على حقّ. توصف هذه الرواية على أنّها امتداد للأدب العبثيّ الذي كرّسه ألبرتو مورافيا في الرواية، وأبدع به ألبير كامو في الفلسفة، ونقله إلى السينما مخرجٌ بحجم فيديريكو فيلليني. ولعلّ هذه هي الأسس الثلاثة التي تقوم عليها رواية سورِّنتينو وتنجح بالمزج بينها جميعاً، بدقّة عالية. يطرق سورِّنتينو أبواب الأدب بلغة جزلة وسلسة، ويستخدم تقنيّات سرديّة متقدّمة. يبني عوالمه على السوريّالية، التي لطالما خَبر آلياتها في عالم السينما. لتظهر الرواية كأنّها عرضٌ سينمائيّ من نوع خاص. يتطرّق سورِّنتينو إلى أكثر القضايا الفلسفية عمقاً بتعبير متقن كما يسلّط الضوء على المجتمع وانقساماته وإشكالاته بأسلوب بديع. فنراه يفرض على روايته شكل المونولوج الطويل، لكنه لا يخضعها لقالب أدبي واحد، فيبوح بكلّ ما تفيض به النفس البشرية من مشاعر مختلفة. ويضيف على البوح استحضار الذكريات والأحداث الغريبة التي تصادف الإنسان المعاصر دون أن يتقيد بزمان أو مكان محدّدين.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2016
- 528 صفحة
- [ردمك 13] 9788899687182
- منشورات المتوسط
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية كلهم على حق
مشاركة من Nouran
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
زينب مرهون
برغم فضائحية السرد وعبثية اللغة المجنونة لن تستطيع إغلاق الكتاب إلا بعد الإنتهاء منه.
«كلهم على حق» رواية فوضوية بإمتياز. الرواية التي تجعلك تتساءل ما الذي يريد أن يقوله سورنتينو من كل هذه التفاصيل؟.
وأنت تقرأ هذا الكتاب ستجد عدة أرواح روائيين حاضرين أمثال:" كونديرا" و " بوكوفسكي".
في هذه الرواية يسلط سورنتينو الضوء على المجتمع وانقساماته مثل الفساد والنزق في الملذات بجميع أشكاله.الرواية التي تجعلك تضحك كثيراً مع شعورك بالاحتقار لكونك انسان، كما أن بمقدار الضحك الذي ضحكته ستجعلك تبكي وهي تعري الإنسان الذي بداخلك..
-
Raeda Niroukh
كلهم على حق
لا يمكنك أن تقف في منطقة وسطى بين الحب أو الكره لهذا العمل الأدبي،فإما أن تشمئز منه، وتلقي به في أقرب سلة مهملات، أو تصفق للكاتب على عبقريته في توظيف ما لا يحتمل من البذاءة ، للتعبير عن فكرته.
" كلهم على حق"
كل مدمني الكوكائين، و المومسات، والقتلة، والمافيا، والخونة، وكل المصرفين، واصحاب رؤوس الأموال التي لا يعرف مصدرها ، كلهم على حق!
يعكس عنوان الرواية انتفاء أي مرجعية كبرى( دينية، أو أخلاقية، أو قانونية) يقاس حسبها صوابية الأفعال والأشخاص، لتحل مكانها ( المرجعية الذاتية) التي هي جوهر الحداثة وما بعدها، مرجعية تبرر كل الخطايا إن كان في ذلك ما يريح صاحبها من لسعة الشعور بالذنب.
يمضي الكاتب والمخرج الإيطالي " باولو سورينتينو" في نقده للحداثة، والعولمة، وموت المرجعيات الكبرى، في روايته( كلهم على حق) ، عبر مونولوج طويل ، بذيء، لا يقيم وزناً لأي مراعاة للمشاعر ، أو ( للغة النظيفة)، و ينطلق سيل الحديث على لسان المطرب " طوني باغودا" ، الذي يتفنن بتسمية الأمور ( بمسمياتها) بلا حياء او مراعاة لحرمة الأذن، فيلقي على القارئ أقذع ما يمكنه سماعه.
تبدو المفارقة ، حين جعل الكاتب بطله الذي تجسدت فيه كل مثالب العصر و انحطاطه، هو من ينتقد من خلال سيرته كل سلبيات العصر.
سيطرة الفردانية، الجري اللاهث خلف الاستهلاك الذي لا ينتهي، والملذات والجنس، وسيطرة نمط الثقافة الغربية في الأكل والشرب( ينتقد بشدة الكريم كراميل) و سمك القاروس بالسمسم، ما الذي حدث للأطباق الايطالية حتى نتهاوى امام غزو طعام من خلف الحدود؟
يخص الكاتب النساء بنقد لاذع، نقد لعمليات التجميل، وشراء الجمال لعمليات ترميمية لأجسادهن.
قد تبدو الرواية ، أشبه بمشاهد من فيلم سينمائي، وهنا نلمس عين المخرج في تصوير حكايات روايته، سيل من القصص الممزقة، حكايات تشبه حكايات عجوز تثرثر بلا انقطاع، تستذكر حينا صباها، ايام طفولتها، ووالديها، ومغامرات مراهقتها، و سطوة جمالها و فتنتها في الحي، وحيناً تقص ذكرياتها مع زوجها، وكم كانت تمقته، وتمقت جاراتها، و كيف تحررت منه.. وكيف انتهى بها الأمر في أرذل العمر " حكيمة زمانها" لأنها لم تترك شيئا إلا و جربته، وخبرت الحياة عندما اقتربت من الموت، فلا يمكننا فهم الحياة الا بالموت.
ومع كل تلك الحرفية في قدرة الكاتب على تصوير مشاعر وانفعالات شخوصه، وسحب القارئ إلى قلب الأحداث ليعايش وجدانياً كل تلك الانفعالات والقصص، إلا أن هناك شكوكاً تراود القارئ حول ( أدبية النص) الذي بين يديه.
و بطبيعة الحال لا أنكر أهمية ما طرحه الكاتب من أفكار، ولكن اتساءل، وحق لي السؤال: هل كان عليه أن يوظف كل هذه البذاءة في روايته حتى بعبر عن أفكاره؟
وما الحد الفاصل بين التعبير عن السوقية في الأدب، والأدب السوقي؟
وهل الدعوات الى عدم ( الاستشراف الاخلاقي) بحجة ان الادب فوق الاعتبارات الاخلاقية قد يبرر للكاتب تجاوز كل القيم؟ بحجة ان الواقع أقذر مما عبر عنه من ألفاظ؟
أسئلة تستحق أن نقف عندها..فقد يكون فعليا ليس ( كلهم على حق) فيما يذهبون اليه من تبريرات أدبية.
#رائدة_نيروخ
#كلهم_على_حق
#باولو_سورينتينو