هي رواية نتاج عقل بتنزل عليه الفكرة وبيطاردها للنهاية وبيعيشها بشكل كامل، والقارىء بدوره لا يملك الا انه يتماهى مع مستر بونز "اللي بالمناسبة كلب 😀" وينظر للأمور من منظوره، ربما الفكرة بدأت في دماغ بول أوستر لما تخيل الأم اليهو .دية اللي علشان تهرب من الناز .ية بتضطر تقضي حياتها لأيام محشورة في سندرة لا تملك بداخلها الا الزحف على أربع كأنها حيوان، أو ربما لتأثره بكافكا اللي بحسه لما خلى المخرج يحرق أعماله في كتاب الأوهام، أو ويلي هنا اللي بيكتب بشكل دائم من غير ما ينشر، فحب يعمل عمل زي تحريات كلب بتاع كافكا، العمل فيه تيمة رئيسية من تيمات أوستر المتكررة وهو ذوبان الفاصل من بين الحقيقة والوهم، يعني ويلي وهو صاحب الكلب "بونز" اللي حياته بتتغير لما في مرة وهو بيتفرج على التليفزيون يظهرله سانتا كلوز وينادي عليه بالاسم، والمشهد الوهمي -أو ربما حقيقي- ده هيغير حياة ويلي بالكامل، اللي بعدها هيروح يدق وشم سانتا كلوز على كتفه ويعيش حياة التشرد ويحاول يمد يد العون للجميع في الشارع، أو حلم الكلب اللي أخد شبه فصل كامل واتحول فيه الكلب لدبانة علشان يشوف مصير المالك بتاعه، وبعد كده الرواية بتكمل وكأنه الحلم ده هو الحقيقة، وعمرنا ما هنقدر نعرف هل اللي حصل في الحلم هو اللي اتحقق فعلا ولا لا، بس في النهاية مش هتفرق لأنه الكلب كمل حياته على انه كان حقيقي، فبشكل أو بآخر هتظل هي دي الحقيقة بالنسبة له.
بعد موت ويلي سيده الأصلي اللي مش بنعرف فعليا هو مات ولا لا إلا من حلم الكلب.. بيبدأ الكلب رحلة تشرد مفردة في محاولة البحث عن مالك بشري جديد، بيقابل الخير وبيقابل الشر.. بيلاقي المعاملة السيئة والمعاملة الجيدة، وبعدين بيستقر عند أسرة حقيقية بتعطف عليه، وبيقارن ما بين حياته مع ويلي بكل القيم والأفكار اللي بيحاول يبثها فيه، وحياة الأفراد الطبيعيين، وبيفكر انه ربما الحياة الناقمة اللي بتحاول تتحري ما هو أصيل هي بالأساس وهمية وأكثر زيف من الحياة العادية اللي الناس بتعيشها وسط حمى الاستهلاك اللي هو طبيعة بشرية.
وتمبكتو بالنسبة لويلي هي جنة الحياة بعد الموت.. اللي بيطاردها مستر بونز في النهاية.. والاسم تمبكتو واقعيا هو اسم مدينة في افريقيا اشتهرت بتجارة الذهب موجودة في مالي.
"ولأنه أحبها أكثر من أي شخص حي في العالم كله، كان يسعده أن يكون كاتم أسرارها، والوحيد الذي تتأمل أمامه أفكارها بصوت مسموع. لم يكن هناك أي شخصٍ آخر، ليملأ هذا الدور من أجلها، ورغم أنه كان مجرد كلب، ليس بوسعه أن يواسيها، ولا أن يجيب أسئلتها، فمجرد حضوره كحليف لها كان يكفي لمنحها الشجاعة حتى تتخذ خطوات محددة ربما ما كانت لتخطوها من غيره."
الرواية من إصدار المتوسط بترجمة محمد عبد النبي.. الترجمة جميلة وإن كنت أعيب عليها كثرة الهوامش بالذات في أجزاء معتمدة على تدفق الوعي.. كنت أفضل لو الملحوظات دي في المقدمة بحيث ما تأثرش على تجربة القراءة.