تزفيتان تودوروف
تأليف
محمد الجرطي
(تأليف)
تودوروف هو الصوت الحريص على دحض مقولة «صدام الحضارات» وتجاوزها من خلال ضرورة فتح النقاش من جديد للبحث عن نموذج فكري يضمن تنوع الخصائص الثقافية، ضمن نزعة كونية تتيح إمكانية الانتماء الرحب، دون صدم المشاعر لأجل أن تتخلص البشرية من آفات التناحر والصدام القاتلين. لذا فإنّه يسخر مواهبه عبر جل كتبه لإقناع الغرب، مفكرين وشعوباً بالكف عن تأجيج فكرة «الخوف من البرابرة المتخلفين» والتمترس داخل نزعة مانوية مقيتة. يُعتبر تودوروف واحد من أبرز المفكرين المعاصرين الذين قاموا بإثراء الفكر الإنساني حيث تُرجمت أعماله إلى لغات عدة وذلك لما تحمله من رؤية مرجعية فكرية لا غنى عنها في تحليل القضايا الراهنة. إنه الكاتب الكوني والمفكر العالمي وواحد من نخبة مثقفي القرن الذين بصموا التاريخ بمواقف جريئة من أجل بناء جسور الحوار بين الثقافات المختلفة عن طريق نقد مكامن الانحراف في الفكر الغربي لكشف تشوهاته وتحيزاته المغرضة التي تتعارض مع الجوهر الإنساني المؤمن بالحوار والتعايش مع الآخر بغض النظر عن اللغة والدين والعرق.