الإمبريالية في مرحلتها المالية
تأليف
سلامة كيلة
(تأليف)
لم يعد العالم كما كان خلال القرن العشرين، حيث تشكلت الرأسمالية كإمبريالية ونشأت الدولة الاشتراكية الأولي. حينها أشارت الماركسية إلي نشوء الإمبريالية، وحينها انقسم العالم إلي <<معسكرين>> ودارت الحرب الباردة. كانت الماركسية حينها تشير إلي أن الإمبريالية هي أعلي مراحل الرأسمالية، لكن نشوء الاشتراكية فرض تشكيل <<إمبريالية عليا>> من خلال تداخل و اندماج و <<توحُّد>> الرأسماليات في مواجهة الاتحاد السوفيتي.
لكن، كانت الاشتراكية تُنخر من داخلها لتنهار قبل نهاية القرن العشرين، وإذا جري الحديث عن <<نهاية المنهج>> بانتصار الرأسمالية النهائي، فقد ظهر أن الرأسمالية تعاني من مرض عُضال فرض نشوب أزمة عميقة سنة 2008. ومن ثم إذا كانت الرأسمالية قد سادت في كل العالم فقد مالت إلي نشوء تعددية قطبية، لكن ذلك الذي لم يتبلور بعد، وربما لن يتبلور حقيقة، كان الغلاف لتراكم مالي هائل بات يشكّل مرضاً عضالاً، لأنه خرج عن التوظيف في القطاعات المنتِجة، نتيجةَ إشباعها، و بات يبحث عن مجالات توظيف خارج الاقتصاد الحقيقي. وكل نشاط يقوم علي المال مقابل المال هو انحراف نحو المضاربة، و<<التراكم المالي السريع>>، أي التضخم المالي. لهذا بات العالم ينحكم للطغم المالية، وتعيد تشكيل العالم ذاته وفق آليات نشاطها. هذه هي الإمبريالية في مرحلتها المالية.
الكتاب يتناول كيف وصلت الرأسمالية الي هذه المرحلة، وما هي طبيعة الوضع العالمي علي ضوء هذا التحوّل والأزمات التي يُنتجها.