كنت في العاشرة من عمري حين انقطعت عن مشاهدة المسلسل الكرتوني من هذه الرواية في منتصفه، ولم أعلم من هو صاحب الظل الطويل منذ ذلك الوقت، وبقيت متلهفة لمعرفته دون أن أحظى بفرصة ذلك حتى وقعت الرواية في يدي بعد كل تلك السنوات وعرفته الآن.
على الرغم من أنها كانت عبارة عن رسائل جودي آبوت إلى صاحب الظل الطويل فقط لا غير و دون أي أحداث خارجية، ولكنها كانت في غاية المتعة مع ذلك.
جسدت الرواية معانٍ جميلة جداً عن قيمة العائلة، وعن منبع السعادة، وعن الإصرار والعزيمة للنجاح. عن استغلال فرص الحياة الثمينة قبل ضياعها، وعن النظر في النعم التي نحظى بها دون تفكير بقيمتها. عن تقدير الآخرين، وعن العصامية والسعي الحثيث للنهوض وإكمال المسير باستقلالية دون اتكال على كتف أحد، وعن البساطة والقدرة على رؤية جمال العالم وروعة تفاصيله التي تضيع منا في زحام الحياة.
قرأت الرواية في جلستين مسليتين ومؤثرتين أحياناً وأحببتها جداً. كانت بساطة أسلوب الرسائل وبراءتها وتهذيبها أكثر ما أعجبني.
لم تكن حقيقة صاحب الظل الطويل مفاجئة بالنسبة لي، فقد قرأت الإشارات على طول الرواية وفهمتها، وانتظرت النهاية فقط لأؤكد ظنوني.
أنقصت نجمة بسبب بعض السذاجة في بعض الرسائل، والتي وجدتها غير متناسبة مع أسلوب فتاة جامعية وعشرينية. والسبب الثاني كان أحداث النهاية المتسارعة والتي أنهت القصة في صفحتين سريعتين دون مقدمات.
عدا عن ذلك، كانت الرواية رائعة وبدأت بجزئها الثاني فور انتهاء الأول.