*في بداية العام قمت بتنفيذ فكرة الكتاب السري وهي أن تغلف أسرتي مجموعة من الكتب وترقمها ليُمنح كل كتاب رقم شهر من شهور العام، وفي رقم 3 لشهر مارس وجدت هذا الديوان مغلف (استراحة إبريل) للشاعر محمود عصام، والحقيقة أنني لم اتفاءل بشكل كبير، ففي الفترة الماضية أعدت ترتيب مكتبتي ووجدت الكثير من دواوين الشعر التي لم أفضلها وقررت رفعها من المكتبة حتى إشعار أخر، فحينما فتحت هذا الكتاب قلت (هل سيكون الأمر مختلف مع هذا الديوان أم سيكون الوضع ذاته؟) وجاءت الإجابة سريعًا.
*بداية من وصف فكرة الكتاب وهي أن الشاعر سيأخذك في رحلة خلال شهر إبريل لعدة بلاد مختلفة مثل النرويج والمانيا والأردن وجزر المالديف وسوريا وغيرهم، وبعد كل ثلاث رحلات ستحصل على استراحة تليق بقسوة إبريل، ورسم ذلك في رزنامة لشهر أبريل كاملًا في الصفحة الأولى قبل بداية الرحلة، وهو ما جعلني أطلق كلمة (واو) لفكرة الكاتب التي أعجبتني جدًا وجعلتني أنتظر ما سيمنحه لي، لا أعلم لماذا كان يُعامل الشاعر إبريل بتلك القسوة ولكنني توقعت أن الكثير من الذكريات والمواقف المؤلمة كانت مختبئة بين أيامه وتواريخه وهو ما أوضحه الكاتب بكل تأكيد، ففي بعض التواريخ ذكر دول بعينها وتفاصيل بعينها فتوقعت أن تلك الأحداث حقيقية وبدأت البحث ولكنني لم أصل إلى أحداث محددة متعلقة بهذه الدول في شهر إبريل .
*الديوان بالكامل بالعامية المصرية، ولكنه ممتع وبعض الكلمات جاءت بليغة وفي موضعها تمامًا، يضع الشاعر أمامك في كل رحلة وفي كل بلد موقف قد يوضح لك من اشخاصه وتفاصيلهم وقد لا يحدث، ولكنه يقدم لك حالة كاملة، ولكنني مقابل هذا أحببت الاستراحات بشكل أكبر بكثير وكنت انتظرها وكأنها تأخذني لأستريح حقًا من الرحلة واستمتع، كنت استمتع بالاستراحة أكثر من الرحلات ذاتها، المرة الأولى التي اقرأ للشاعر واستمتعت بها جدًا وهو ما جعلني ابدأ في قراءة ديوان ثاني له مباشرة بعد الانتهاء من هذا وهو ما سأتحدث عنه في مراجعة أخرى.
*اقتباسات:
-"بنقسم إبريل كالآتي
تواريخ بتودي لمنعطفات
ست مطبات
هنعدي ما بينهم عـ استراحات"
-"عندي رغبة أتمشى لكن
عندي فوبيا من الأماكن
والصور والبلكونات"
-"عايزة الأمانة صحيح
لو جينا للمضمون
وقوفي يومها بعيد
وظهوري كالمجنون
كات حاجة تُحسبلي
أربع دقايق ورا
ونهاية متغيرة
ماكنتش أنسبلي"
-"بالليل أوقات
وساعات الصبح
بيكونله بريق
وقليل مـ القبح
الشمس يوميها ما بتعديش
بتخاف تتمس
فبتبعت دفئ ونور خافت
كتعاطف بس"
-"ربنا بيوزع أرزاقه، أوراقك ، أوراقي، أوراقه
مكتوبة بأرزاق متفاوتة
أنا مثلًا رزقي في مال أكبر
وفي عزوة أقل
رزقك في عيالك فيه بركة
مع إن في قوتك رزقك قل"
-"هو أنت بتكبر بالثانية ولا أنت بتكبر بالأيام
ايه اللي بيحسب عندك كام والحسبة بتبقى بأي أساس؟
بمرور الناس جوة حياتك ولا بترتيبك في اخواتك
ولا بشخبطك في الماضي وليالي ماليها جراح بالجاف
هو أنت بتكبر لما تعيش ولا أنت بتكبر لما تخاف؟"
-"تجاعيدك مش كسرات بشرة وشوية هم
دي حواري لبني آدمين سكنوا في كرات الدم"
-"الفارق أنت تكون فارق في حياة البعض
الناس محتاجة لناس تسند وتكمل بعض
العمر الفاضل مهما يمر
أن حلوًا كان أو كانلك مر"
-"وتسيبه في كل مكان ذكرى
إن شاء تكون هتموت بكرة
صدقني ساعتها تموت مرتاح
اسيب من سيرتك شيء طيب
يحكوه لحفيدك لما ينام"
-"لو ميت بني آدم دخلوا سباق
إبريل هيكون هو الميه
مالمؤسف إنه كاركتر ضحك
بطريقة حزينة ومبكية
إبريل مالهوش حد يعيشله ولا حد أساسًا مستنية
واصل لمراحل مـ الإهمال الناس بتمشي تخبط فيه
مالهوش في الكون كله مطارح يائس مستسلم ومسامح
كل اللي آذاه كان عند شعور باللا حالة واللامبالاة"
-"للأهل قبل البيت ولـ رزق كله أصحاب
ولذكرى مش مؤلمة
للطيبين في الأرض والطيبين في السماء" (من الإهداء)