اقتباسات من رواية شمس بيضاء باردة

«هناك ميل دائم إلى النوم والارتماء في حضن الخرافات التي تهدِّد العقل، يزكّيها القرار الدائم بالإبقاء على الأعين مفتوحةً على الحقيقيّ

ما جدوى أسئلة العقل، ما دامت سعادة المرء الغريزية تزداد طردياً كلما ازداد جهله؟

- هذا العالم يتربص بي. ينتظر أن أُقدم على أي خطوة، كي يصطادني ويقول لي: ها قد وقعت في الفخ وارتكبت جريمة.

- أنت تبالغ كثيراً كي تبرر جبنك .....

اللعنة تعرف طريقها إليّ، أما أنا، فلا أعرف طريقي إلى هذا العالم. أشعر بالعطش؛ عطش غريب. أشرب، لكنني أظلّ عَطِشاً. يلوح في ذهني مشهد جئة متعفنة ووجه مشوة من الألم، وغرفة بلا نافذة؛ الغرفة التي استأجرتها للتوّ.

لا أجد مني سوى صورة قديمة وممزقة، ملقاة في سراديب ذاكرتي، وفي حال يُرثى لها، كما لو أنَّ أيادي كثيرة نكلت بها. كأنني فجأة أضعتني.

فكلّ شيء يُشترى هنا يمكن أن يُباع، إلَّا الكتب

إنَّ الحياة فقّاعة وهم، تنفقئ فجأة من دون سابق إنذار.

الرجاء فتح الروايه للتحمييل

هذا يعني أنَّ ثمَّة أملًا لا يزال يقودك إلى الحياة؟

‫ ـ أجل.

‫ ـ ما هو؟

‫ ـ لا أدري.

لا أعرف كيف يجيد الناس المشي ببطء، وكيف يمضي الزَّمن لديهم بسرعة. أمّا أنا، فأمشي بسرعة والزَّمن يمضي ببطء.

إننا نضلل أنفسنا بالمعاني عبر محاولتنا جعل العالم شبيهاً بنا، يعاني آلاماً وعذابات مثل عذاباتنا وآلامنا، عسى ذلك ينقذنا من وحدتنا وعزلتنا وغربتنا على هذه الأرض. نريد للرياح أن تنوح مثلنا، وللمطر أن يبكي مثلنا، وللقمر أن يكون وحيداَ مثلنا، وللمساء أن يهبط حزيناً مثلنا. لاتكف الحقيقة عن أن تكلِّلني بالخذلان. أريد وهماً لا يتصدَّع ما إن تلامسه رياح الحقيقة

في الأنتظار تصدأ الساعات ويذبل المعنى

لأنَّك لست معنياً سوى بذاتك، تثرثر ولا تكفّ عن الثرثرة والشكوى، وتمارس الكسل بلا أسف، ثم تحمِّل العالم مسوؤلية انحطاط واقعك

لكنَّني انسقت إلى هذه المقامرة، ليس بسبب الجشع، بل بسبب الحب. كنت أريد أن أكافئها على خيارها. لقد قالت لي إنَّها مستعدة لأن تعيش الفقر معي، وأردت أن أقدِّم إليها شيئاً آخر غير الفقر

إن الإحساس بالعجز، حينما تقف على حافة شاطئ وترى أمامك، أنت الذي لا تجيد السباحه، إنساناً يغرق، ربَّما أشدُّ وطأةً من الإحساس بالعجز حينما تغرق أنت ذاتك. إحساس يشوبه الإثم لأنَّك واقف على الشاطئ في منأى عن الخطر

إنهم يستخفّون بالعلم والمعرفة إلى درجة مخيفة

ثمَّة إحساساً غمرني بأنني قد أنجو من هذه الهوّة. هوَّتي أنا... وربَّما اقوى على التمرد  على هذه الحياة، بالحياة نفسها وليس بالموت.

أريد أن أؤمن بأنَّ في وسع الخير أن ينتصر

بدا ذلك كلُُّه ساخراً على نحو لا يمكن احتماله. بدا ذلك كلُّه شبيهاً بمهزلة فكاهية تجعلنا ننفجر في الضحك، وحينما ينتهي الضحك تنتابنا رغبة في النحيب

"فجأة، يخطر في بالي أنَّ مأساة الإنسان هي عقله، فبفضل ذكائه اكتشف الإنسان الشَّرّ، وفاق بوحشيَّته كلَّ الكائنات الأخرى. عقل يبرِّر الشرّ بمسوّغات نكذب بها على أنفسنا كي تغدو الحقيقة قابلة للاحتمال. عقل يستثمر الغباء والبله. عقل يبتدع أوهامًا تنقذه من الموت والعدم. عقل يقتل الآخر في سبيل الوهم. عقل يمسح يديه من الدماء ثمَّ يلقي على كتفه قماش قصيدة، يتغنى فيها بإنسانيَّته"

إنّ التعليم عذاب محضّ، ولست أدي كيف سأستمر في هذه المهنة؛ فأنت مجبر على أن تعلّم تلاميذ مشاغبين مرغمين على القدوم إلى مدرسة لا يشعرون بأيّ ضرورة لها في حياتهم.