اقتباسات من كتاب استيْقِظْ كي تَحْلُم

سأقول لك شيئاً تتذكره طول العمر:

‫لا أحَدَ يتدحرجُ إلى فَوْق

ألا تفكّرين ببيتٍ يخصُّك

‫له باب ينجّرُه نجّارون حقيقيون

‫من خشبٍ مألوفْ

‫بابٌ إذا انفتح، يستطيع، كأمثاله،

‫أن ينغلق

‫ونافذة حين تُطِلُّ على مَشْهدٍ

‫فإنها لا تُغيّره؟

كل ما تحتاجه لتصنع طاغية

أن تنحني

في رثاء مريد لرضوى

من قال أني اشتاقهم

فهم خلف أزرار هذا القميص الخفيف

لا تضع نعتاً لِتلصِقَنا علَيهِ

‫جيداً أو سيئاً فالنعت رأي

‫لا تقل كانوا «جميعاً»، أيَّ شيءٍ

‫نحن أدرَى مَن نَكونْ.

‫إذهب وفكّر في الذي شاهدتَ

‫لا تقْدَح ولا تَمْدَحْ ولا تشفق علينا

‫لا تقل كانوا ضحايا

‫بل نُضَحِّي كي نَكونْ.

وكأنّه إذ مات أخلف ما وعد

وكأنّنا لمناه بعض الشّيء يوم غيابه

وكأنّنا كنّا اتّفقنا أن يعيش إلى الأبد.

❞ لا تقل كانوا «جميعاً»، أيَّ شيءٍ

‫نحن أدرَى مَن نَكونْ.

‫إذهب وفكّر في الذي شاهدتَ

‫لا تقْدَح ولا تَمْدَحْ ولا تشفق علينا

‫لا تقل كانوا ضحايا

‫بل نُضَحِّي كي نَكونْ. ❝

‫وتبدو الجِبالُ جُدوداً

‫كأجدادِنا يألَفونَ أماكِنَهمْ عادةً

‫فالجِبالُ زمانٌ، إذا ما تَمَعَّنْتَ في أمرِها

‫ إنها الوقت متَّخِذاً جَسَداً

لا تقل كانوا ضحايا

بل نضحي كي نكون

لم يأخذْها اليأسُ إلى وضوحِهِ المُغري، لأنها تَعْلَمُ أنّ الثورةَ لا تنتصر، إلا بعد أن تَسْتَكْمِلَ كلَّ أشكال الخيبة.

لم تمنحنا أملاً كاذباً، بل دعَتْ نفسَها ودَعَتْنا للتحمّل. وتحمّلَتْ.

غَدَتْ بذاتِها ضوءاً في عتمةِ البلاد، وضوءاً بين أغلفة الكتب، وضوءاً من أضواء اللغة، التي هي البطل الدائم والأوّل في رواياتها.

مَن ينشَغِلْ بِحُزْنهِ على فَقْدِ المحبوبْ، ينشَغِلْ عن المحبوبْ

الأمنية الكبرى ليست في القمقم

‫لم تُعْطَ يَدَيْنِ لتفرُكَ مصباحاً سحرياً وتنام

‫استيقِظْ كي تَحلُمْ.

ما شغلُ المِرآة عندما لا ينظر فيها أحد؟

‫ماذا تصنع مِرآة وحيدةٌ في الظلام؟

فالشعر يرسم أطلسَ الدنيا قُلوباً

‫لا خرائطَ

‫وهو عائلةُ الغريب إذا تناءى عن ممالكِهِ

‫وجمهوريةٌ للأسئِلَةْ

وكأنما في الشاعر الحقِّ التباسٌ عابثٌ

‫يَحْمِي من الأوهامِ، رغم جَمالِها.

فالماضى صديقُ الراكضينَ إلى الوراءِ

أنتَ دوماً في خصام مع رِضاكَ

‫وفي حروبٍ مع وسامة أَمْسِكَ الذهَبيِّ

يا وحيداً باختيارِكَ واضطرارِكَ