حي الهلك : «يزعم الحلبيّون بأنه سُمّي بتراب الهلك، لأنه تراب من هلك في طوفان نوح، بدليل أن جنوبي أرض الهلك توجد مقبرة اسمها "جبل العضام"، يتخلّل حجارة جبلها كثير من العظام... والآن غدت أرض تراب الهلك حيّاً كبيراً يصل إليه الماء والنور والباص».
قرأت قبلها "مترو حلب" التي جعلتني أغوص في أزقتها و أحيائها الشعبية، شعرتّ بأنني أنتمي لذلك المكان .. "حي الدهشة" رواية عميقة تجعلنا نسبر أغوار حي شعبي بسيط في حلب الشهباء من خلال عائلة درية و ابنائها شريف الشهم ، اخواته البنات، ابناءه، مغامراته و الدكتورة هند تلك الرقيقة صاحبة الشخصية المحببة و المختلفة عن الجميع .. قبل الحرب و قسوتها ، قبل الدمار الذي حل بها و كأنها ارادت أن تسرق من الزمن لحظات لتحكي لنا حماية عائلة سورية بسيطة .. صورت لنا الكاتبة جميع اطياف المجتمع الشعبي من خلال تقسيم الرواية الى اقسام تحمل اسماء روايات عالمية بتصرف، كما لو أنها تعري الشخصيات امامنا لتقربهم منا و تقربنا منهم .. أمضيت ليلتي باحثة عن الكتاب في محاولة مستميتة لتحميله و قراءته و هاهي الآن الساعة التاسعة والنصف صباحا و انا اكتب هاته الكلمات مأخوذة بحي الدهشة و بمشاعري المتضاربة تجاهه لعلّني لم أتقبل أنتهاء الكتاب بسرعة .. شكرا 💙🌸