لم يعد الموت حقاً بل واجباً
أرواح صخرات العسل
نبذة عن الرواية
يستعيد الراوي سيرة حياة الشبّان الثلاثة: عابد وحامد وخالد، مستعيناً بالمقربين منهم، لملء ثغرات الحكاية، ولاكتشاف سر النبوءة الغامضة التي أطلقها عابد. بلغة شعرية، يكتب ممدوح عزام عن الموت والصداقة والحب، وعن مرارة الأحقاد التي تكبر وتنمو في طين الحروب الدنيئة. . . "في روايته الجديدة يدور الروائي السوري ممدوح عزام حول عددٍ من الأسئلة المحورية التي تدور في الأذهان طويلاً: هل يؤثر الماضي على حياتنا ويرسم مصائرنا؟ كيف يمكن لحكاية ما في الماضي أن تكون كاشفة بل وعاكسة لأحداث ومواقف أفرادها في المستقبل، إلى أي مدى يمكن لتفاصيل وإشارات صغيرة وعابرة من مواقف في الماضي، أيام البراءة والطفولة والشباب، أن تكون مؤثرة وفارقة بل وحاكمة في طبيعة الشخصيات وحياتهم؟ حول هذه الأسئلة وغيرها تدور رواية «أرواح صخرات العسل». ابراهيم عادل، إضاءات . . "في رواية "أرواح صخرات العسل" أفكار مكثّفة يعرضها ممدوح عزّام من خلال شخصيّات عدّة" ألترا صوت . . :"أرواح صخرات العسل"، هي واحدة من الروايات المميزة عن الوجع السوري المتواصل، والذي لربما هو من أعاد عزام إلى الكتابة الروائية بعد سنوات من الانقطاع، وكأنه يتحسر على ماضٍ كان عنيفاً لكنه ليس بهذه الشاكلة التي هي عليه الأمور اليوم، حيث لا يعرف السوري من أين يأتيه الموت: الأيام . "يعرض ممدوح عزام (1950) في روايته «أرواح صخرات العسل» (دار ممدوح عدوان ودار سرد) قراءة سردية للعنف وأصولهِ في الحياة السورية ضمن نشيد عذب ينشد الرفقة والحب في وجه الضغينة والكراهية." سومر شحادة، الأخبارالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2018
- 369 صفحة
- [ردمك 13] 9789933540425
- دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
إبراهيم عادل
يدور الروائي السوري ممدوح عزام حول عددٍ من الأسئلة المحورية التي تدور في الأذهان طويلاً: هل يؤثر الماضي على حياتنا ويرسم مصائرنا؟ كيف يمكن لحكاية ما في الماضي أن تكون كاشفة بل وعاكسة لأحداث ومواقف أفرادها في المستقبل، إلى أي مدى يمكن لتفاصيل وإشارات صغيرة وعابرة من مواقف في الماضي، أيام البراءة والطفولة والشباب، أن تكون مؤثرة وفارقة بل وحاكمة في طبيعة الشخصيات وحياتهم؟ حول هذه الأسئلة وغيرها تدور رواية «أرواح صخرات العسل».
منذ السطور الأولى في الرواية يدرك القارئ أنه بين يدي «حكاية» بكل ما تحمله الحكايات من خصوصية وما تشتمل عليه من تفاصيل وتداخل في الشخصيات والأحداث بشكل مباشر، وبما يقوم السارد حينها من سيطرة كاملة على مجريات الأحداث ودراية تبدو شاملة بكل دوافع ومبررات الشخصيات لأفعالها ومواقفها داحل الرواية. وهكذا يتألف السرد من عدد من الحكايات التي يرويها البطل والرواي العليم نائل الجرف عن أصدقاء قريته «المنارة» عابد، وحامد، وخالد.
حكاية ثلاث أصدقاء ونشأتهم في القرية وعلاقاتهم بمن حولهم من جيران ومسؤولين في قريتهم تتحوّل إلى رمز للحياة في سوريا كلها بأبعادها وتحولاتها المختلفة، وكيف تكون النشأة والطفولة مؤثرة وفارقة في حياة أصحابها وحاضرهم ومستقبلهم، منذ التحاقهم بالمدرسة وعلاقتهم بمعلميهم ومدير مدرستهم، وكيف يمكن تربية الأطفال والطلاب على السمع والطاعة، أو على أن يصبحوا وشاة يكتبون التقارير عن زملائهم وأصدقائهم، وكيف تتحوّل تلك الممارسات والتصرفات فيما بعد إلى وصمة عارٍ تلاحق أبناء القرية كلها.
بين حكايات الشباب الثلاثة تبرز حكاية «عابد الجوف» وقصة بحثه عن والده «جميل الصخري» وعلاقته الملتبسة بأمه وزوج أمه، وكيف سعى ذلك الشاب منذ بلغ الثامنة عشرة إلى أن يستقل بنفسه ويبعد عن هذا البيت الذي لم يجد فيه أمانًا وراحة على أمل أن يجد والده «جميل» الذي بدا له كحلمٍ بعيد المنال، وهنا يبرز سؤال آخر بين ثنايا الرواية إلى من ننتسب؟ هل إلى البيت الذي نشأنا وتربينا فيه وعشنا أيام طفولتنا وشبابنا، أم يحق لنا أن نبحث عن بيتٍ/وطنٍ آخر يحقق لنا ما نصبو إليه من كرامةٍ وحريةٍ وتحقق.
من جهةٍ أخرى تتضافر مع حكايات الشباب والحلم والثورة حكايات الحب والغزل العفيف بين شباب القرية وبناته، ذلك الحب الذي يبدأ بسيطًا وعابرًا وما يلبث أن يتحوّل هو الآخر إلى رمزٍ للمحبة الأكبر للبلد والوطن وشوق للعدل والحرية .
((كان يفكّر أن في وسعه أن يأخذ هند إلى مغارتهم في صخرات العسل، وأنهما يستطيعان أن يختفيا هناك من جديد بعيدًا عن تدريبات عصابة النبريش، أو قوات زيتون أبو طرة. ولكن العالم يبدأ في الصغر والصيق أمام عينيه، تصغر مساحة الأرض التي يمكن أن يتحرك داخلها، إذ بدأت الصخرات تختفي من أمامه، ولا يعرف إذا تسلل إليها حاملو الأسلحة أم لا، ولكن قال لنفسه لا، إنها أرضنا نحن، ونحن من سنجد مدفع ضاهر ذات يوم. ويحزن لأنه يريد الحرية، ولكنه لم يعد يستطيع أن يحوش الهندباء، يا صخرات! يا صخراتنا ينادي في الصباح وهو يرى تلك الوعور الرمادية التي يستاق إليها تبتعد يومًا آخر! لن تعود إليه تلك الطمأنينة التي كانت تمنحها الصخور!))
ليست المرة الأولى التي يخوض فيها الروائي ممدوح عزام حكاية الشأن السوري بهذا القدر من الصدق والحرص على تصوير أدق تفاصيل الشعب السوري، بل سبق له أن كتب روايته الملحمية «قصر المطر» التي حكى فيها جانبًا هامًا من تاريخ الثورة السورية الكبرى ضد المحتل الفرنسي، ورسم فيها صورًا واقعية جميلة للنضال الوطني في سبيل الحرية والاستقلال.
كما كانت آخر رواياته «نساء الخيال» الصادرة مع بدايات الثورة السورية عام 2011، والتي عرض فيها أيضًا لحكاية جيل من السوريين في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حينما صعد حزب «البعث» للسلطة في «سوريا»، وكيف تحوّل هذا الصعود إلى حجرة عثرة تحطّمت عليها آمال هذا الجيل وتطلعاته كلها نحو حياةٍ أفضل!
ثم ها هو هنا يقدًم لنا صورة أخرى من صور المجتمع السوري وحياته وتغيرات أفراده في إطار تلك الحرب اللعينة التي فرضت نفسها عليه ولم يجد أحدهم مفرًا من مواجهتها، حتى كانت نهايتهم المأساوية بسبب تلك الحرب.