اقتباسات من كتاب أفق المعنى

أفق الحداثة هو أفقٌ مفتوح يستقبل الأسئلة والتحليل والنقض. فلا نهائيات، بل رؤى واحتمالات. من هنا التعارض بين الحداثة والعقائد التي ترفع الحدود الصارمة أمام الأسئلة والتصوّرات".

كانت لغة محمود درويش لغة التوكيد، وكان نشيده تمجيدًا أو حنينًا، أي استعادة لعناصر الحياة، وتقديسًا لعناصر عالمه المهدد المجروح

إن بعض الأعمال التي تشكل علامات فارقة في تاريخ الحداثة العربية المعاصرة تبدو، لدى التحليل، وفي أهم أبعادها، رسمًا للهوية المتصدعة الممزقة بين عالمين، يمكن أن نذكر "ثلاثية" نجيب محفوظ مثلًا أو أغاني مهيار الدمشقي لأدونيس وقنديل أم هاشم ليحيى حقي، وموسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح...

تحفل الأعمال الحديثة بالنماذج الأبوية الساقطة والآلهة الممسوخة والأبناء الملعونين والشخوص الممزقة أو المنفصمة والمسكونة المزدوجة أو المغيبة

هل ينفصل تصور الذات الكاملة عن تصور عالم مكتمل ومعرفة للكون ومعانيه مكتملة مختومة

إن أفق الحداثة هو أفق مفتوح، يستقبل الأسئلة والتحليل والنقض

الحداثة هي وعي هذا الانزياح. هي اهتزاز الوعي بالعالم، والانتقال من صورة ثابتة نهائية للكون، وغائية أو مجردة غيبية، إلى كون متحرك متحول، وموضوع اكتشاف دائم، أو مشروع دائم للاكتشاف، قابل لأن يعيه الإنسان وأن يتحرك في ضوء مقوماته. وهو ما يعني التساؤل حول هذا الكون وتجديد الأسئلة والتماس الأجوبة بلا توقف

مهما تساءلنا هل الإنسان لا يزال غاية الكون، فلا بد من إدراك أنه الوحيد حتى الآن، الذي يتمثل أو يستوعب الكل الحاضر ويتخيل الماضي أو يحاكمه، ويستشرف التحولات الآتية، الممكن منها وغير الممكن.