اقتباسات من كتاب ينابيع القلوب

خلو

“من الصفوة أقوام مذ تيقظوا ما ناموا، ومذ سلكوا ما وقفوا، فهمهم صعود وترقٍّ، كلما عبروا مقامًا إلى مقام رأوا نقصَ ما كانوا فيه؛ فاستغفروا”

من كانت سريرته أفضل من علانيته فذلك الفضل،

‫ ومن كان سريرته شرًّا من علانيته فذلك الجور.

“خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة، وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم”

قال الحسن البصري - رحمه الله - :

‫ “ كيف تبني بيتك في الجنة؟ الملائكة يعملون لبني آدم في الجنان، يغرسون ويبنون، فربما أمسكوا. فيقال لهم: قد أمسكتم! فيقولون: حتى تأتينا النفقاتُ؛ فابعثوهم على العمل”

قلت: فأيُّ الأعمال وجدتَه أفضل؟.

‫ قال: البكاء من خشية الله”

أجمع العارفون بالله.. أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات.

فإن الماء لو سخِّن فأطيل تسخينه لم يمنعه ذلك من إطفاء النار إذا صب عليها، وإنما صاحب العدو المصالح كصاحب حية يحملها في كمه.

‫تم، والحمد لله رب العالمين.

‫ مصطفى زهران

والزهد في حب الثناء والمدح منهم؛ لأن هذه المعاني هي أكبر أبواب الدنيا عند العلماء، فالزهد فيها هو زهد العلماء، وقيل.. لا يثبت لأحد مقام في التوكل حتى يستوي عنده المدح والذم من الخَلْق.

بسم الله الرحمن الرحيم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾

لمّا سمع قتادة - رضي الله عنه - قول الله عز وجل ﴿يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ﴾‏

‫ قال: هل لكم بهذا يدًا؟ أم لكم على هذا صبرًا؟ طاعة الله أهون عليكم يا قوم؛ فأطيعوا الله ورسوله.

لمَ عظّمت أقدار المخلوقين، ونسيتِ قول الله ربك تبارك وتعالى ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.‏

فقال له النبي - ﷺ - : ‫ “ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك اللهَ الليل مع النهار؟، تقول: الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض،

يقول الفضيل بن عياض - رحمه الله - :

‫ “ما أحب أحدٌ الرياسةَ إلا أحب ذكر الناس بالنقائص والعيوب ليتميز هو بالكمال، ويكره أن يذكر الناس أحد غيره بخير. ومن عشق الرياسة فقد تُوُدِّعَ من صلاحه”.

٤٢ - خمس.. من كن فيه فهو شجاع

‫ استقامة على أمر الله ليس فيها روغان،

‫ اجتهاد ليس معه سهو،

‫ تيقظ ليس معه غفلة،

‫ مراقبة لله في السر والجهر ليس معه رياء،

‫ مراقبة الموت بالتأهب.

كان ابن وهب يقول: سألت الإمام مالكًا عن الراسخين في العلم.. من هم؟

‫ فقال: هم العاملون بالعلم، وليس شيء أعز من العلم؛ لأن صاحبه يحكم به على الملوك”

قال أبو بكر الوراق:

‫ “ استعن على سيرك إلى الله بترك من شغلك عن الله عز وجل، وليس بشاغل يشغلك عن الله - عز وجل - كنفسك التي هي بين جنبيك”

كان لأبي هريرة - رضي الله عنه - جارية زنجية، فرفع عليها السوط يومًا، فقال لها:

‫ لولا القاص لأغشيتك به، ولكن سأبيعك ممن يوفيني ثمنك، اذهبي فأنت لله عز وجل”.

كان الإمام مكحول - رحمه الله - عالم أهل الشام في مجلسه وحوله طلابه، إذْ أقبل أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك في زينته، وجاء إلى الحلقة؛ فأراد الطلاب أن يوسعوا له، فقال مكحول: دعوه يتعلم التواضع.

يد الله فوق الجميع، فمن رفع نفسه ووضع غيره؛ خفضه الله.

‫ الناس تحت كنف الله يجازون بأعمالهم، فإذا أراد الله فضيحةَ عبدٍ أخرجه من تحت كنفه؛ فبدت للناس عورته