نارنجة من أعظم ما قرأت. تأخذنا الحارثي بحنكة في رحلة جميلة وباهرة ومؤلمة في تاريخ عمان والخليج من خلال حياة نساء من اجيال لا يمكن ان تكون اكثر اختلافا ولا اكثر تقاربا. ليس من أسرة عربية ليس فيها بنت عامرها التي ترفع أسرنا على اكتافها، تربينا وتطعمنا وتطبب ابنائنا وتزرع ارضنا وتحفظ تاريخنا وتعود الى سريرها وحيدة، نذكر انسانيتها باوقات متباعدة عندما تسمح بذلك صفحة هادئة في حياتنا كثيرة المشاغل. بنت عامر ليست قليلة الحيلة ولا يملي حياتها احد وتستطيع بالرغم من الفقر والظلم والاستعمار وذكورية المجتمع المريرة ان ترسم حياتها وحيواة كثيرة بعدها، قد نقرأ كثيرا عن النساء اللاتي ليس لديهن حقل يزرعنه لكن من لم يعرف بنت عامر لن يحيط يوما بتلك المظالم.
ستتربع نارنجة ومن قبلها سيدات القمر على رأس كتب فهم وتحليل الاستعمار وأثره على بلادنا وثقافتنا، وسنبقى دوما مدينين للحارثي على إغناء أدبنا بطرق شح نظيرها.