عندما كنت صغيراً، لم أكن أُمانع مُطلقاً في مقابلة أطفال جُدد لأن كل الأطفال الذين كنت أراهم كانوا صغاراً جدًّا بدورهم. والظريف في الأطفال الصغار هو أنهم لا يقولون أشياء يحاولون بها إيذاء مشاعرك، مع أنهم في بعض الأحيان يفعلون أشياء تؤذي مشاعرك، لكنهم لا يعرفون حقاً ماذا يقولون. أما الأولاد الكبار، فهم يعرفون ماذا يقولون، وأنا لا أجد ذلك أمراً ظريفاً بكل تأكيد"..
العالم ليس رحيماً حينما يراك من زواية أنت لا ذنبك فيها سوى أنك ولدت و خُلقت على تلك الصورة التي خلقك الله فيها كل ما عليك هو أن تتقبل شكلك وهيئتك ربما يكون عسيراً ومتعباً لكن حتماً عليك أن تعتاد على وضعك وتتقبله بأي شكل من الأشكال..
المتعب للنفسية هو حينما يراك الناس بنظرة اشمئزاز وينفرون منك وكأنك مصاب بمرض معدي وأسألتهم التي تخنقك ولاتستطيع الإجابة عليها ربما حين تكون أسئلة من الأطفال قد توجعنا لكن تبقى أسئلة طفولية ولا يدركون جداً معنى أسألتهم أما الألم الأكبر هو حينما تأتي الأسئلة من الكبار " كيف شكلك هكذا " " هل هذا معدي أم لا "..المؤسف أن العالم المتعلم لا يزال يرى أن هؤلاء مثل " أوجست " لا يستحقون أن يعيشون حياة طبيعية ويمارسون أعمالهم وأدوارهم اليومية بشكل طبيعي اضافة للانجازات أو المواهب التي يمتلكونها..
في الحقيقة لم أتصور يوماً ما بأني سأقرأ كتاب يتحدث عني و ليس فقط عن " أوجست " بل دهشت وأنا أقرأ من كل صفحة بأنّ روحي تتحدث في الكتاب