يتناول الكتاب موضوع الحرق المتعمد والمنهجي للكتب وقصف المكتبات بالقنابل أو تدميرها في ظل أنظمة سياسية في القرن العشرين. والغرض من تناول الموضوع فهم هذا السلوك من قبل الأنظمة بهدف اتخاذ خطوات لحماية التراث الثقافي العالمي المشترك. ينطلق بحث المؤلفة من سؤالين: ما الذي يميز الذين يألمون ويشجبون حرق الكتب عن الذين يقترفون هذا الجرم؟ وكيف يمكن التوفيق بين مُثل التقدم الإنساني التي انتصرت لها البشرية في القرن العشرين مع جرائم محارق الكتب في القرن نفسه؟ اختارت المؤلفة مصطلح "إبادة المكتبات" لتشير تحديدًا إلى تدمير الكتب والمكتبات على نطاق واسع تحت رعاية أنظمة سياسية في القرن العشرين، تلك الحملات المتعمدة التي رامت تحقيق أهداف أيديولوجية قصيرة الأمد أو طويلة الأمد. وترى الكاتبة أن إبادة الكتب ظاهرة ثانوية مصاحبة للإبادة العرقية والجماعية وتحدث تحت مظلتها.
يبدأ الفصل الأول باستجلاء ردود الأفعال على تدمير الكتب والتأكيد على أن حرق الكتب ظاهرة لها وجود حقيقي، مع الإشارة إلى وجود رابط بين هذه الظاهرة والإبادة الجماعية والعرقية. والفصل الثاني يتحدث عن ظهور المكتبات ووظيفتها وروابط المكتبات بالتاريخ والذاكرة الجمعية ومنظومات الاعتقاد والقومية والتنمية المجتمعية. أما الفصول من الثالث إلى الثامن فتتناول خمس دراسات حالة: حرق الكتب على يد النازيين في أوروبا، والصرب في البوسنة، والعراقيين في الكويت، والماويين أثناء الثورة الثقافية في الصين، والشيوعيين الصينيين في التبت. ويختتم الفصل التاسع الكتاب باستكشاف مسائل أعمق والإشارة إلى تطور القانون الدولي وآليات الحيلولة دون وقوع جرائم تدمير الكتب والمكتبات. ويذهب هذا الفصل إلى أن محارق الكتب في القرن العشرين مرآة للمعارك بين الأيديولوجيات المتطرفة من جهة والنزعة الإنسية الديمقراطية من جهة أخرى.