يوميات قراءتي لرواية "إيلات" لماجد شيحة
ـ هذا الكتاب يذكرني بكتاب العالم 1984 لأوريل لكن ما كتبه شيحة هنا ليس بعيداً عن الواقع الذي يعيشه، لقد استطاع كتابة شيء منه بمواربة وفنية عالية، والعجيب أنه لم يلتفت له أحد ولا أدري هل هذا إيجابي له أم سلبي؟
ـ أسلوب الرواية ليس شيئاً واحداً، فهو في بعض المواضع متماسك وسلس وفي أخرى به شيء من التعقيد والالتواء، لكن النص خضع رغم ذلك لتدقيق لغوي وإملائي جيد إذ لم أعثر حتى الآن على خطأ واحد وأنا بعد لم أتجاوز ثمن الكتاب.
ـ الصورة التي رسمها الكاتب لإسماعيل وهو يتحول إلى كشاف ودليل لجده بديعة حقاً، وتدل على خيال خصب.
ـ الصفحات التي تناول فيها الكاتب سيرة إسماعيل مع جده أقرؤها ببطء لأني مأخوذ بصورها البديعة والمشجية إنها تحيل القارئ إلى عوالم لم يعهدها ولم يخطر بباله أن تكون ماثلة بالفعل.
ـ الصفحات الأولى من الرواية ذكرتني بعالم جورج أوريل لكن الصفحات التي تلت الخمسين أعادتني لأبي العلاء المعري وروايته "رسالة الغفران"
ـ الأسطر التي يتناول فيها الكاتب رفع القرآن مؤثرة حقاً وتبعث في نفسي الكثير من المشاعر أشعر وأنا أقرؤها بشيء من الذهول والشرود وكأن الأمر أشبه بالحقيقة، لقد نجح الكاتب في إشراكنا في الصورة المموهة والآسرة للقلوب والأرواح.
ـ هذه هي الرواية الثالثة لـ"ماجد شيحة" وقد جئت إليها من الرواية الأولى التي قرأتها له وهي "سلفي يكتب الروايات سراً" طبعاً لم ترق لي روايته الثانية ولم أكملها، لكن ثمة نقلة نوعية كبيرة حصلت للكاتب بين الروايتين فشتان بين بساطة الرواية الأولى وتعقيد وفنية الرواية الثالثة بكل ما تحمله من رموز وإسقاطات وتشويق.
ـ في بداية الرواية لم يسم الكاتب النهر الذي كان يذهب إليه الكاتب إسماعيل مع جده وكان اسمه "النهر" هكذا لكنه قبل أن ينهي ربع الرواية بدأ يسميه باسمه الحقيقي "النيل" ولا أدري هل تعمد المؤلف ذلك أو هل كان له غرض من إخفاء اسم النيل في البداية؟
ـ من أجمل صفحات الرواية وأكثرها إمتاعاً تلك الصفحات التي خصصها المؤلف لإسماعيل وجده، ويتهيأ لي أن الروائي كتب قصة إسماعيل وجده كاملة ثم فرقها على فصول الرواية، وكتب المؤلف هذه الصفحات بقدر كبير من الحب والفهم حتى لكأنه يعرف إسماعيل وجده عن قرب بل وكأنه إسماعيل ذاته يكتب سيرته بنفسه.
ـ شغلني صارفٌ عن إكمال الرواية ثم عدت إلى وقفتي القرائية فيها بعد انقطاع طويل فوجدتني غريباً عنها مضطراً لإعادتها فأجلت قراءتها ثم بدا لي أن أنشر ما كتبته عنها ثم أتمه بعد أن أعود إلى قراءتها من جديد.