اقتباسات من رواية الثعالب الشاحبة

حين يكون القانون غير عادل، على العدالة أن تتجاهل القانون.

لا بد من أن تأتي لحظة لا يعود الواحد منا قادراً على تحمل العيش في مجتمع ينتقص من قيمته. والثورة التي تندلع من جراء ذلك لا تكون بدافع الغضب أو المطالبة بالحقوق، بل حركة رفض لشيء لا يدركه المرء لأنها قائمة على عدم الاعتراف بوجوده.

أصبح من السخف بمكان الاعتقاد بأننا أحياء، طالما لم نحارب بعنف كل ما يستعبدنا، وطالما لم نقلب هذا الواقع الذي يقتلنا.

قلت لنفسي إنه ما زال بإمكاني الشعور بأني على قيد الحياة وإن السعادة تصل درجة الكمال عبر البساطة التي تطرد القلق.

العزلة مرادفة للحرية في زمننا هذا الذي استطاع أن يسلعن كافة الرغبات.

الكل مدعو إلى أن يجرب في حياته القفز داخل الوجود. وهذا يتم أحياناً عبر أشياء جد متواضعة كضحكة مفاجئة أو حالة قلق أو تفاوت في الغبطة ينتاب الشخص منا. كل هذه الأشياء تستطيع أن تجعله جاهزاً لتلقي دفق الوجود هذا.

إن اللقاء مع الوجود شبيه بالارتطام بحيوان يجري بكل سرعة، فعندما يحل عليك فإنه لا يعيرك أي انتباه بل يجرفك معه في انطلاقته فتبدأ بالعيش الحقيقي.

قضيت طوال فترة ما بعد الظهيرة أقوم بقراءات أمدتني بنورها،

أميت هو؟ لا أعلم إن كان في وسعنا استخدام هذه الكلمة. الأجدر استخدام مفردات مثل ممزق أو مطحون أو محطم، فلقد عومل كنفاية.

إن الوجود يكمن في التناغم مع تلك النقطة التي ينزلق عندها كل شيء إلى النسيان، وانطلاقاً من هذا النسيان تعود الأشياء إلى الحياة متجددة الواحدة تلو الأخرى. كل شيء يعيق الحياة إلا السكر والصمت، فهما وحدهما ينزعان الثقل عن الوجود اﻹنساني.

خطر لي بأني ربما لم أكن على قيد الحياة حقاً، وأن حياتي التي أعيشها الآن ليست سوى الانتحار بذاته.

المرء عندما يواجه عزلته، يكتشف جغرافية ما. إن العزلة هي بلاد تحترق. ونارها تفتح العيون، وهي بشفافيتها تعطي ألقاً للنهارات.

المرء عندما يواجه عزلته، يكتشف جغرافية ما. إن العزلة هي بلاد تحترق.

هناك شخص غريب سكن ذلك الجسد

لكل واحد منا لحظات معيّنة في حياته تثير في نفسه سعادة جمة تنسيه العالم حتى وإن كان الكوكب على وشك الانفجار.

يريدون أن يقنعونا بأن العمل هو الطريقة الوحيدة لكي يكون للمرء وجود، في حين أن العمل هو ما يفسد وجود الذين ينخرطون فيه، والناس الذين كانوا يتخيلون أن بقاءهم مرهون بالعمل هم نفسهم يسعون الآن إلى أن يجدوا وسيلة تسمح لهم بأن يبقوا على قيد الحياة.

في يوم ما مساء يدرك المرء أنه قد تأخر كثيراً في استدراك ما حصل له.