اقتباسات من كتاب الإخوان المسلمون وحركة النهضة

ثمة إجماع واسع في واقع الحال على أن أخطاء "الإخوان" ذات صلة بالمجال السياسي أكثر مما هي بالديني، وناتجة بصورة كبيرة من افتقارهم المدقع إلى الخبرة والفهم السياسيين

الحقيقة أن الربيع العربي بشر بقدوم زمان أشبه بحلم إذ ظهر فيه كل شيء ممكن التحقيق رغم الصعوبات الكثيرة القائمة

حركة مستمرة لا تتعلق بأشخاص

لقد استحال الإسلام السياسي- أو على الأقل بحالته المصاغة لدى جماعة "الإخوان" وقريناتها- وعاء خاويًا، لا يحوي إلا شعارات وعموميات لا يمكن لها أن تتمخض عن نتائج سياسية محسوسة وذات معنى

إخفاق "الإخوان" متأت من تضافر عوامل شتى منها الموضوعي ومنها الذاتي، لكنها تقترن إلى حد كبير بعجز الجماعة المبدئي عن تحويل نفسها من معارضة شبه سرية إلى فاعل سياسي موثوق ذي قدرة على التعامل مع ما يقذف في وجهه من تحديات

كما نبه آخرون كثيرون إلى إخفاق "الإخوان" في العمل بطريقة توافقية، وهو أمر استعدى القوى السياسية الأخرى ضدهم وأضر بهم

إذا لم يمت الإسلام السياسي، فهو مع ذلك في أزمة، وقد تعرض في نسخته المتمثلة في "الإخوان" إلى ضربة قاسية

سقوط مرسي كان ناتجًا إلى حد كبير عن الظروف التي ورثها من سلفه: البلاد غارقة في أزمة اقتصادية عميقة وتنخرها عقود طويلة من الفساد وسوء الإدارة. كما ان وصول "الإخوان" إلى السلطة جاء في مرحلة تحول مفاجئ وفوضوي في ساحة اتسمت بركودها على مدى أجيال طويلة

التماثل بين سقوط "الإخوان" ونهاية الإسلام السياسي أمر سابق لأوانه على أقل تقدير

مكّن موقف التدرج هذا الجماعة من التعمير أكثر بكثير من المجموعات الأخرى ذات الطابع الراديكالي العنيف

كذلك اتصفت الجماعة بنزعتها إلى التدرج، إذ مالت إلى الاعتقاد أن إصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح الفرد وأن مشروعها مشروع طويل الأمد، الأمر الذي أثار على مر السنين استهجان عناصر أكثر تطرفًا، انشقوا، بحكم تململهم من الانتظار، عن الجماعة الأم، ليقيموا مجموعاتهم

الحق أن "الإخوان" استثمروا طاقة وفيرة على مدى سنين طويلة ليدللوا على أنهم غير متعطشين للسلطة، بل بوسعهم العمل ضمن الإطر القائمة للدولة. وكان هذا الأمر جزءًا من مقاربة الجماعة شبه الانفصامي، التي تجمع بين المساومة والمهادنة من جهة، والعمل المعارض من جهة أخرى، بغية اقتطاع دائرة عمل أكبر لنفسها