واحدة من أغرب الروايات التي قرأتها على الإطلاق.. روايتان في رواية واحدة ، كل منهما تحمل نفس القصة بأحداث متطابقة ولكن تختلف الشخصيات، وفي كليهما يغيب حمام الدار دون عودة.
قصة مجنونة بكل معنى الكلمة، قصة في الحاضر تستدعي الماضي، وقصة الماضي ترسم خطوط الحاضر.
كل واحدة من الروايتين قائمة بذاتها ومنطقية في أحداثها وشخوصها، وتشعر أن لا شائبة تشوبها -عدا الجنون- إلا بعد قراءة الأخرى. حتى أنه يمكن قراءة الثانية قبل الأولى، دون رابط بينهما عدا من كتبهما.
الأولى يكتبها روائي عن قصة شخص، والثانية يكتبها الشخص عن قصة الروائي، فلا تعرف أي القصتين هي الأصل ومن الذي كتب عن من.
هل هي قصة "عرزال" بقلم "منوال" الروائي أم قصة "منوال" الروائي بقلم "عرزال" ؟ وتنتهي الرواية مع هذا التخبط وهذا الدوران في دائرة مفرغة تعاد فيها القصة إلى ما لا نهاية.
الرواية كانت ممتازة الأسلوب واللغة، جيدة القصة، جديدة الفكرة؛ ولكنها بالتأكيد ليست أفضل ما كتب السنعوسي. وربما في ذيل قائمة مؤلفاته حتى، رغم المجهود الواضح الذي بُذل في إخراجها.
فتشعر بأن هذا الجهد وهذا الأسلوب نفسه لو أنه كُتب لقصة أخرى بأحداث وتفاصيل أفضل ؛ لكانت تستحق الجهد المبذول، وتبهر القارئ بشكل أكبر وتنال إعجابه وتقييمه الكامل. أما في أحداثها الحالية فالقارئ يعجب بجِدّة الأسلوب دون أحداث القصة.
كان في مواضع الرواية بعض الملل في انتظار أحداث مشوقة، وفي انتظار معرفة الحقيقة من بين أحداث متكررة رتيبة لأيام متكررة الأحداث ومتطابقتها.
فثلاث نجمات للفكرة واللغة والأسلوب، والباقي يحذف لملل وجنون وبعض التحفظات.