البرد كان قارساً
صمتٌ مطبقٌ زاد المشهد هيبة، سارا وسارا والصّمت يتكلّم بينهما، مضت قرابة السّاعة على تلك الحال... فجأةً توقّف.. فوقفت بإزائه.. نظر في عينيها فطأطأت رأسها حياء ً..
دنا منها، لملم من على خدّيها هدباً من أهدابها كان قد سقط..:
-"تمنّي .."
إفترّ ثغرها عن ابتسامةٍ بين الأمل والرّجاء، تمتمت في سرّها بضع كلماتٍ و نظرت إليه:
-بصوت مرتفع، بصوت مرتفع يا روح ..
-حبيب ...!!
-بصوت مرتفع
سكتت هنيهة والحرج أو الحياء يخنق كلماتها..
نظر أرضاً وضحك
-تمنَّ ..
نظر إلى عينيها والحياء قد خلّف فيهما بريقاً تأنس له روحه ...
-أن تكوني امرأتي
-زوَّجتُك نفسي
-قبلتُ..
نظرا إلى بعضهما مليّاً، وانفجرا بالضّحك...
ألف دمعةٍ تراقصَت على أجفانها، أمسك كفّيها، قرّبها، ضمّها إليه، وأكملا مسيرهما ...