الرواية بالنسبة لي كانت في مجمل رحلتي خلالها بمثابة مفاجأة جميلة لم أتوقع أو أنتظر منها المتعة التي استطعت الحصول عليها. هذه المفاجأة الجميلة تركزت بالنسبة لي في بدايات الرواية حيث تم بناء الشخصيات وكان زخم الاحداث رائعاً لكن وللأسف انتهى هذا الزخم مع السرد الطويل للصراع بين أنس ومحمود. برأيي تم الاستفاضة والإسهاب في الفصول التي تتعلق بصراع أنس مع محمود وهذا كبح كثيراً تدفق الاحداث بالنسبة لي ووضع الوتيرة عند مستوى ممل بعض الشيء لم يتم التعافي منه إلا بنسبة أقل مما يجب.
ما يتم سرده في الرواية غالباً يدور في أذهان الشخصيات وهنا كان أمر غير مألوف بالنسبة لي لكنه مثير بكل تأكيد. عناية فائقة بوصف المشاعر والحالة النفسية للشخصيات بينما تعيش الاحداث لذلك لا تجد كثير من التفاصيل عن مسرح الاحداث وأماكن لعب الشخصيات لأدوارها. هذا الأمر شخصياً سبب لي الكثير من التوتر لأن مخيلتي تريد رسم المسرح لكن لا يوجد تفاصيل كافية مما جعل الرواية تدور في عقلي على خلفيات ضبابية. لا اجد هذا عيباً بكل تأكيد في الرواية لكنه أمر سبب لي شخصياً بعض من الاستياء احياناً وكأنني أريد تصوير اكثر للمادة المحيطة بالشخصيات وليس فقط الافكار والصراعات الذهنية التي تمر بها تلك الشخصيات.
تختتم الكاتبة روايتها بشكل جميل حيث ينتهي الأمر بكل شخصية إلى الحصول على النهاية السعيدة حتى لو كانت شخصية ميتة أصلاً. بالنسبة لي هذا الأمر ليس بحد ذاته من أحد عناصر القوة في الرواية فالحياة الواقعية ليست كذلك لكنه تغيير جميل عن نوعية الروايات التي كنت أقرأها مؤخراً والتي بالرغم من الخيال الجامح فيها لكن الواقعية فيها سوداوية بشكل مركز.
