في بادئ الأمر، عليَّ أن استعرض تاريخي قصير المدى، في قراءة روايات غيوم ميسو ،التي بدأتها مع رواية جذبني عنوانها وغلافها قبل أن أعرف محتواها، "فتاة من ورق" كانت فتيلة انجذابي نحو روايات غيوم تليها "لأنني أحبك"، وأخيراً "سنترال بارك".
من هذه الأخيرة تحديداً، أذهب مؤكدة على أننا أمام كاتبٍ من الطراز رفيع المستوى، أنيق الفكر، عميق النظرة، رومانسي الى حد ما.
في رواية كهذه، سيمتزج فضاؤك بفضاءها، ويرتفع الادرينالين لديك، لتعيش مغامرة من (٣٤٧) صفحة، في حوارات وومضات استرجاع للذكريات، تقابل من خلالها شخصيات جسدها لنا المؤلف عبر الورق.
وتعيش تجربةِ "مخاض المشاعر"، شيء من الحزن والخوف والحيرة سيتملكك، ناهيك عن انبثاق الاسئلة في رأسك، ستفكر كثيراً وكثيراً محاولاً البحث عن خيط رفيع تستدل به على الحقيقة. .
يضعك غيوم ميسو امام حبكة في اطار بوليسي، و درامي، وانساني أيضاً، ستعيش هذه التجربة مع أليس شافر، الشابة الباريسية، كابتن في وحدة مكافحة الجريمة،تدور الرواية بأكملها حولها. .
يعرض لنا مؤلف الرواية كافة التفاصيل صغيرةً كانت أم كبيرة حول حياة أليس، المليئة بالمغامرات والأحداث والمصائب أيضاً.
ستتشعب الأحداث، لتصل إلى قمة العجز في حلّ اللغز، ستنقلك هذه الرواية إلى المكان والزمان عبرها، محدثةً جلبةً في داخلك، ومثيرةً حفيظتك.
تستيقظ أليس شافر من نومها لتجد نفسها مقيدة إلى يد غريب ( غابرييل كوين) في سنترال بارك، بعد ان قضت ليلة امس مع صديقاتها في باريس، كيف نقلت إلى نيويورك؟ ولمن يعود الدم الذي على قميصها؟ ومن هذا الغريب الذي قيدت يدها إلى يده؟ هكذا بدت القصة في بداية الأمر، لكنها ليست كذلك.
تتوالى الأسئلة والمفاجآت أمامنا، تشويق يبدأ من الصفحة الأولى للصفحة الأخيرة دون توقف، لتُفاجئ بالنهاية.
في قصة مثيرة كهذه، ستجد نفسك منقاداً للقراءة، وكلما توقفت، ستجدك تفكر بها مما يثير شغفك للمتابعة ومعرفة النهاية.