كما يُقال "منذُ متى والحرب توقف الحُب؟"
قد يكون هذا السؤال شرح مبسط لمضمون الرواية فهي تحكي قصة الحب الضائع بين بنادق الحرب وصوت الرصاص، و في وجهة نظري هي لا تتوقف على كونها رواية تُسرد فيها الأحداث تباعاً بل هي أكثر من ذلك فطريقة الكاتب الرائعة في السرد لا تجعلها كباقي الروايات وتضمينه للعديد من قصص التاريخ والأساطير وقصص الأدب العربي وربطها بالرواية جعل منها أكثر من رواية، فلنا العبرة في قصة تحرل الحمزة بن عبد المطلب وإسلامه وكيف بدأت حرب طروادة وما سببها الدفين ! وكيف ناقش الكاتب قول كارل ماركس عن الدين وكيف لا يكون الشيوعين ضد الدين بل ضد الروحانية واللاماديات ومن هي ريطة بنت عمرو التي ذكرها الله قائلاً (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا... ) وكيف للخنساء أن تكون أشعر العرب في رأي النابغة ومن هو أبو الهيثم الذي ما أنفك أحمد بن حنبل يستغفر له ؟ والعديد من الأحداث والثصص التي شغفتني بهذا الكتاب وعلمتني أيضاً، وكانت خاتمة الرواية عكس ما تمنيت لكن "ما كُل ما يتمناه المرءُ يدركهُ" ورغم أن النهاية تشابه الكثير من النهايات إلا أن الكاتب جعلها مختلفة -في نظري- فالمهارة والاتقان ليست في السرد ولكن في جعل السرد مميزاً لا يُنسى.