من محمود درويش إلى سميح القاسم
"لقد حاولت كثيراً أن أتخلص من مشاغلي العامة غير الأدبية، فقدمت استقالتي من عدة مهام ادارية لأتفرغ للشعر. وبعد عام من هذا التفرغ وجدت روحي خالية من الشعر، وخالية من النثر أيضاً. لم أكتب شيئاً لأنني لم أُنجز وقتي المُبْدَع. لم أسرق وقتاً للشعر من هذا الوقت المعطى والمسموح بلا حرمان وصراع".
من سميح القاسم إلى محمود درويش
"إنني أسند جسدي المرهق إلى شجرة الروح العالية أبداً، أسند جبيني إلى راحتي وأكابر قليلاً لأكتب إليك".
الرسائل بين محمود درويش وسميح القاسم حروف انسابت لا أدري كيف بدأت ولا كيف انتهت، غير أني أدري معانيها وصدقها وجمالها وكُل شيء فيها كفيضان الروح بعد التعب، وقد كانت البداية: "وماذا بعد؟ أما آن لتعب السؤال أن يُجزى براحة الجواب؟.." رسائل فيها الشعر يتحدث.
قرأته الكترونياً على فترات متفرقة أملاً بالحصول عليه ورقياً، لكن كل شيء يعتذر، فكتبت بيساري ما كنت أُعلم عليه لو كان الكتاب ورقياً، وبذلك احتل عندي المنزلتين منزلة الغياب ومنزلة الحضور.